فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) (١).
وقد وردت آيات أُخرى بهذا المضمون في سور شتّى.
ولأجل ذلك كان الأنبياء لا يتأخرون عن تلبية هذا الطلب الطبيعي والمنطقي ، بل يبادرون إلى إظهار معاجز حسبما تقتضيه الظروف مبرهنين بذلك على صحّة دعواتهم وصدق أقوالهم ، بينما ينكص الكذابون ومنتحلو النبوة ، وتخيب مساعيهم.
وقد جرت سيرة الناس مع النبي الأكرم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم على ذلك ، حيث طالبوه بالمعاجز في بدء دعوته ، وكان الرسول العظيم يلبي طلبهم ، ويأتي بمعاجز عديدة يشهدها الناس ويرونها بأعينهم.
وبالرغم من كثرة هذه المعاجز ـ التي وقعت على يد رسول الإسلام صلىاللهعليهوآلهوسلمفي موارد كثيرة ـ أبى بعض من ناوأ الإسلام إلاّ إنكار هذه المعجزات ، وادّعاء أنّ نبي الإسلام لم يأت بمعجزة سوى القرآن فقط.
إنّ هذه الشبهة حول معاجز الرسول الكريم طرحت من جانب الكتّاب المسيحيين ، تقليلاً من أهمية الدعوة المحمدية ، وحطاً من شأن الرسول ومكانته وعظمته ، فإذا بهم يزعمون أنّ معاجز النبي كانت تنحصر في القرآن دون سواه ، وانّه كلما طالبه قومه بأن يأتي لهم بمعجزة ، أحالهم على القرآن ولم يظهر أيّة معجزة سواه.
فها هو « فندر » القسيس الألماني المعروف يقول في كتابه ميزان الحق ص ٢٧٧ ـ وهو كتاب حول حياة الرسول ـ : إنّ من شروط النبوة أن يأتي مدّعيها بمعجزة لإثبات مدّعاه ، ولكن محمداً لم يأت بأيّة معجزة قط.
__________________
(١) الشعراء : ١٥٤.