٤. السمّاعون
تلك المجموعة كانت قلوبهم كالريشة في مهب الريح تتمايل تارة إلى هؤلاء ، وأُخرى إلى أُولئك بسبب ضعف إيمانهم ، وقد حذّر الباري عزّ وجل المسلمين منهم حيث قال عز من قائل ، واصفاً إياهم بالسمّاعون لأهل الريب : ( إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ * وَلَوْ أَرَادُوا الخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِن كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ * لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) (١) ، وذيل الآية دليل على كون السمّاعين من الظالمين لا من العدول.
٥. خالطو العمل الصالح بالسيّء
وهؤلاء هم الذين يقومون بالصلاح والفلاح تارة ، والفساد والعبث مرة أُخرى ، فلأجل ذلك خلطوا عملاً صالحاً بعمل سيّء ، قال سبحانه : ( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا ) (٢).
٦. المشرفون على الارتداد
إنّ بعض الآيات تدلّ على أنّ مجموعة من الصحابة كانت قد أشرفت على الارتداد يوم دارت عليهم الدوائر ، وكانت الحرب بينهم وبين قريش طاحنة فأحسّوا بضعفهم ، وقد أشرفوا على الارتداد عرفهم الحق سبحانه بقوله : ( وَطَائِفَةٌ
__________________
(١) التوبة : ٤٥ ـ ٤٧.
(٢) التوبة : ١٠٢.