قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الحَقِّ ظَنَّ الجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ للهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ) (١).
٧. الفاسق
إنّ القرآن الكريم يحثّ المؤمنين وفي مقدمتهم الصحابة الحضور ، على التحرّز من خبر الفاسق حتى يتبيّن ، فمن هذا الفاسق الّذي أمر القرآن بالتحرز منه ؟ اقرأ أنت ما نزل حول الآية من شأن النزول واحكم بما هو الحق ، قال سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) (٢).
فإنّ من المجمع عليه بين أهل العلم انّه نزل في حق الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، وذكره المفسّرون في تفسير الآية ، فلا نحتاج إلى ذكر المصادر.
كما نزل في حقّه قوله تعالى : ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُونَ ) (٣). نقل الطبري في تفسيره باسناده إنّه كان بين الوليد وعلي ، كلام فقال الوليد : أنا أبسط منك لساناً وأحدّ منك سناناً وأرد منك للكتيبة ، فقال علي عليهالسلام : « اسكت فإنّك فاسق » فأنزل الله فيهما : ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُونَ ) (٤).
وقد نظم الحديث حسان بن ثابت ( شاعر عصر الرسالة ) وقال :
__________________
(١) آل عمران : ١٥٤.
(٢) الحجرات : ٦.
(٣) السجدة : ١٨.
(٤) تفسير الطبري : ٢١ / ٦٢ ; تفسير ابن كثير : ٣ / ٤٦٢.