عليه الملايين من النقود ، وتفاصيل هذا المهرجان لا تقل عن أساطير ألف ليلة وليلة ».
ثم يقول : هذا استعراض مجمل لهذه الجولة الّتي كان لها صدى في القلوب والنفوس (١).
نظرتنا حول هذه الجولة
١. كان اللازم على العالم الإسلامي ، العارف بحلال الإسلام وحرامه ، أن يرفض ضيافة حكومة جائرة زائغة عن الحق ، متسلطة على الشعب بقوة السيف ورعب الإرهاب ، لأنّ في قبول هذه الضيافة تأييداً لها ولأهدافها ، والعجب أنّ الأُستاذ يتقبل تلك الهدية الموهوبة له ولوفده من حكومة ضالّة مضلّة ، ولكنّه عوض أن يرفضها ، أخذ يفتخر بحفلات العشاء ومأدبات الطعام الّتي أُقيمت له في الفنادق الكبرى الّتي أُسست وبنيت من دم الشعب المظلوم.
فلو كان الوفد عارفاً بوظيفته ، عالماً بحدود الإسلام وما أخذ الله على العلماء أن لا يقارّوا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم ، لاستنكر هذه الضيافات الفاخرة ، بدل الافتخار بها ، كيف ؟!! وفي البلد « بطون غرثى ، وأكباد حرّى ، وأقدام حافية ».
هذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، الأُسوة الحسنة لكل من أراد الاقتداء به ، لمّا بلغه أنّ عامله استجاب دعوة أحد الأثرياء ، كتب إليه : « فقد بلغني أنّ رجلاً من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة ، فأسرعت إليها ، تستطاب لك الألوان ، وتنقل إليك الجفان ، وما ظننت أنّك تجيب دعوة قوم ، عائلهم مجفو وغنيهم مدعو ... فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم ، فما اشتبه عليك علمه ،
__________________
(١) رسالة « اسمعي يا إيران » : ٤ ـ ٢٠ بتلخيص.