بعد موتهم كحرمتهم في حياتهم» ، وكذا عند قبور سائر الأئمّة عليهم السلام ؛ لِما ورد أنّ حرمتهم كحرمة النبي صلى الله عليه وآله (١).
ويؤيّد ما ذكرنا ما رواه الكليني قدس سره بإسناده ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام في خبر طويل يذكر فيه وفاة الحسن بن علي صلوات الله عليهما قال : «فلمّا أن صُلِّي عليه حمل فاُدخل المسجد ، فلمّا اُوقف على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله بلغ عائشة الخبر وقيل لها : إنّهم قد أقبلوا بالحسن ؛ ليدفن مع رسول الله صلى الله عليه وآله ، فخرجت مبادرة على بغل بسرج فكانت أوّل امرأة ركبت في الإسلام سرجاً ، فوقفت فقالت : نحّوا ابنكم عن بيتي ؛ فإنّه لا يدفن فيه شيء ولا يهتك على رسول الله حجابه ، فقال لها الحسين بن عليّ صلوات الله عليهما : قديماً هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله صلى الله عليه وآله وأدخلت بيته من لا يحبُّ رسول الله صلى الله عليه وآله قربه ، وإنّ الله سائلك عن ذلك.
يا عائشة ، إنّ أخي أمرني أن أقرّبه من أبيه رسول الله صلى الله عليه وآله ؛ ليحدث به عهداً ، واعلمي أنّ أخي أعلم النّاس بالله ورسوله وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله صلى الله عليه وآله ستره ؛ لأنّ الله تبارك وتعالى
__________________
(١) العلّامة المجلسي في بحار الأنوار ١٠٠ : ١٢٥.