محقّقاً متبحّراً ، زاهداً عابداً ، ثقة ، متكلّماً ، فقهياً (١).
وقال صاحب حدائق المقرّبين : كان في علوم الفقه والتفسير والحديث والرجال فائق أهل الدهر ، وفي الزهد والعبادة والتقوى والورع وترك الدنيا تالياً تلو استاده الاوّل ، (٢) مشتغلاً طول حياته بالرياضات والمجاهدات ، وتهذيب الأخلاق ، والعبادات ، وترويج الأحاديث ، والسعي في حوائج المؤمنين ، وهداية الخلق ، وانتشرت بيمن همّته أحاديث أهل البيت ، واهتدى بنور هدايته الجمّ الغفير.
ونقل في بعض مؤلّفاته الرائقة قال : اتّفق لي التشرّف بزيارة العتبات العاليات فلمّا وردت النجف الأشرف أخذ في الشتاء فعزمت على الاقامة هنا فرأيت ليلة في الطيف إذا أنا بأمير المؤمنين عليه السلام يلاطفني كثيراً ويقول : «لا تقم بعد ذلك هاهنا ، واخرج الى بلدك إصفهان ؛ فإنّ وجودك في ذلك المكان أنفع وأبرّ» وبالغت كثيراً في استدعاء الرخصة عنه في التوقّف فلم ينفع ذلك شيئاً وقال : إنّ شاه عبّاس قد توفّي في هذه السنة ، وإنّما يجلس مجلسه شاه صفيّ الصفويّ ، ويحدث في بلادكم الفتن الشديدة ، والله تبارك
__________________
(١) أمل الآمل ٢ : ٦١٠.
(٢) أراد به المولى عبد الله التستري.