ووجهه إلى الباب ، فلمّا رأيته شرعت في هذه الزيارة بالصوت المرتفع كالمدّاحين.
فلمّا أتممتها قال صلوات الله عليه : «نعمت الزيارة».
قلت : مولاي ، روحي فداك زيارة جدّك؟ وأشرت إلى نحو القبر.
فقال : «نعم ، أُدخل».
فلمّا دخلت وقفت قريباً من الباب ، فقال صلوات الله عليه ؛ «تقدّم».
فقلت : مولاي أخاف أن أصير كافراً بترك الأدب.
فقال صلوات الله عليه : «لا بأس إذا كان بإذننا».
فتقدّمت قليلاً وكنت خائفاً مرتعشاً فقال : «تقدّم ، تقدّم» حتّى صرت قريباً منه صلوات الله عليه قال : «اجلس».
قلت : أخاف مولاي.
قال صلوات الله عليه : «لا تخف».
فلمّا جلست جلسة العبيد بين يدي المولى الجليل ، قال صلوات الله عليه : «استرج واجلس مربعاً ؛ فإنّك تعبت ، جئت ماشياً حافياً».
والحاصل : إنّه وقع منه صلوات الله عليه بالنسبة إلى عبده ألطاف عظيمة ، ومكالمات لطيفة لا يمكن عدّها ونسيت أكثرها.