عليه وآله واُمّه الزهراء عليها السلام وأخيه الحسن عليه السلام وحواره مع ابن والده محمّد بن الحنفيّة ، وإبقائه لابنته المريضة فاطمة الصغيرة ، واستصحابه النساء والأطفال ، ثم ذهابه إلى مكّة ونوع الطريق الذي سلكه إلى كربلاء ، وحصار الحرّ بن يزيد الرياحي ونصحه عليه السلام له ذلك النصح الذي أتى اُكله يوم عاشوراء ، وما سبقه من قضيّة زهير بن القين ، وحديثه مع ابنه عليّ الأكبر وأحداث ليلة الواقعة ، وتمحيصه أصحابه ، وخطاباته قبل المعركة وأثنائها ، واُسلوب تقديمه أنصاره وأهل بيته للقتال ، ومسألة العطش والطفل الرضيع ، والصلاة تحت ظلّ السهام .. التي مزجها طرّاً وأغدق عليها من نفحاته القدسيّة وروحانيّته الطاهرة الممتلئة نوراً وإخلاصاً ووفاءً لقيم السماء ، بل كان عليه السلام هو النور الإلهي المتجلّي ، فإليه ومنه تنتهي وتصدر الفيوضات الربّانيّة المباركة ، قطب عالم الإمكان الذي لولاه لساخت الأرض بأهلها ...
ففي كلّ ذلك برهانٌ ساطعٌ ودليلٌ جلي على خصوصيّة وشموخ الحسين عليه السلام وعلوّ مزاياه الفريدة.
إنّ كذا شخصيّة بهكذا مواصفات ، تمكّنت من توظيف كلّ إمكانياتها الذاتيّة الرفيعة المستوى المدعومة من مبدأ القوّة العليا المسيطرة ، الله تبارك وتعالى ، في قلب موازين الصراع ، الذي كان صراعاً محسوماً مادّيّاً ، فترشّح من ذلك اليوم المثير جملة قيم ومفاهيم وأخلاق وحقائق ظلّت سرمديّة إلى يومنا هذا ، وستبقى تحاكي القلوب والعقول وتزداد حضوراً مدى السنين والقرون. وهذا هو معنى انتصار الدم على السيف ،