المعنى الذي ابتكره الحسين عليه السلام وجاد به على الإنسانيّة.
نعم ، لقد خلق استشهاد الحسين عليه السلام فرصاً جديدة للاستقامة والتصحيح ، فانفصلت السلطة الدينيّة عن السلطة السياسيّة بعدئذ كأوّل مؤشّر وراشح من رواشح نهضته عليه السلام ، وإن كان لنا في الفقهاء السبعة كلام يطول بيانه ليس محلّه هنا.
كما وشيّدت زينب بنت علي والإمام زين العابدين عليهم السلام المركز الإعلامي الذي باشر في بثّ ونشر وتعريف نهضة الحسين عليه السلام.
أيّتها المرأة! أنّى كنتِ وتكوني ، فهذه زينب عليها السلام قد شاطرت الحسين عليه السلام في إرساء اُسس الأخلاق والمبادئ والقيم الإنسانيّة وديمومة عطائها المبارك ، سواء بتحمّلها مسؤوليّاتها أيّام الواقعة أو بعدها ، ولاسيّما وقفتها الشهيرة التي أنّبت ووبّخت بها يزيد بن معاوية على فعلته الشنعاء ، وتحدّيها الكبير النابع من غزارة علمها ودقيق درايتها وعظم شأنها ورفيع قدرها ; خصوصاً لمّا دوّت بمفهومها المقدّس : «فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ...» الذي يعدّ غرّة ناصعة في جبين الرسالة الإسلاميّة ، الرسالة التي خرّجت هكذا امرأة بهذه المزايا ، امرأة استوعبت الدين والناس والمجتمع وفهمت معادلة الصراع فهماً ناضجاً عالياً ممّا أتاح لها تقييم الأوضاع المستقبليّة ، تقييماً صادراً عن عمق وبصيرة ورؤية حادّة دقيقة ، وأدلّ دليل على الشيء وقوعه ، وليس هذا