بالبركة التي أنعم بها الله علينا إذ جعلنا من أتباع أهل بيت أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً؟
نعم ، إن استطعنا ذلك فلقد استفدنا من دموعنا خير استفادة. ثم إذا ارتقينا أكثر فإنّ إغماض العينين لن ينحصر بالإغماض الفيزيائي الحاصل جرّاء إطباق الجفن على الجفن ، بل يتعدّاه إلى المفهوم الكنائي المجازي من حيث صياغة منهجيّة علميّة تصنع من دموع الألم والحزن والمعاناة روافد فكر ومنابع ثقافة تروّي العقول والقلوب الضمأى لحقيقة كون الحسين نوراً ربّانيّاً يستضاء به للخلاص من دياجير الظلم والضلال ثم العروج نحو مراتب السعادة الإنسانيّة.
إنّنا من الحسين وفي الحسين وإلى الحسين «وسيلة الله وسفينة النجاة» نتمكّن من خلق أفضل الفرص والفضاءات التي تأخذ بنا إلى بناء الشخصيّة الذاتيّة والاجتماعيّة ، وبالتالي تكوين الشعور والعقل الجمعي الذي يعمل لأجل السعادة الشاملة المعهودة.
إنّ دموعنا وحزننا لمصاب أبي عبدالله عليه السلام خيرُ طريق ومحرّك لفهم الحسين (عليه السلام) منهجاً وثقافةً وعقيدةً وسيرةً ، الفهم الذي يمهّد لعمليّة التأ ثّر والتأثير التي تمهّد بدورها لمرحلة هامّة من مراحل الوعي الإنساني الصاعد نحو الكمال.
إنّ عنوان «أبي الأحرار» مفتاحٌ لأرقى مطلب وغاية إنسانيّة ، إنّها الحرّيّة التي استُشهد من أجلها صلوات الله وسلامه عليه ، ضحّى (عليه السلام)