ونشرها ; كي تغرف من معينها المواهب الناهدة والطاقات الطامحة لبلوغ مراتب العزّ والكمال.
وليس لنا الحقّ أبداً ـ بلا علم وتثبّت وفهم للأسباب والدواعي ـ تسجيل الآراء والملاحظات التي تعنيه مباشرةً أو تعني الفضاء التابع له أو الأعمّ منهما ; لأمرين أساسيّين :
أحدهما : إنّنا غير مؤهّلين ولا قادرين على إصدار الأمر أو تعيين التكليف لشخص مثله.
ثانيهما : إنّه واقفٌ بلا شكّ على كلّ ما يجري بفعل المقام المعهود والدور الهامّ ، ومن القبح بمكان أن نعتقد بأ نّه لم يفعل شيئاً لتغيير الأوضاع الموجودة والأخطاء الحاصلة ، والأدلّة والقرائن والمؤيّدات كثيرة في هذا الباب ـ لا يناسب الحال ذكرها هنا ـ تشير إلى بذله كلّ ما بإمكانه تحسين الأحوال بما يتناسب مع مبادئ الدين والأخلاق والقيم الحقّة.
يكفينا فيه أنّه حركة في سكون وسكون في حركة ، يكفينا إصراره العجيب على إخفاء علمه المدوّن رغم استفهام المغرضين وغيرهم ، يكفينا أنّهم لم يجدوا فيه ـ رغم أنّ الكمال لله وحده ـ ما يشفي غليلهم أو يمنحهم الحجّة في الانتقاص منه.
إنّه إنسانٌ مثل باقي الناس في الخلق والتكوين لكنّه ليس مثلهم في السيرة والسلوك ، لقد اختار الطريق الوعر العسير ، المؤلم الخطير ، الطويل المرير ... قاصداً الكمال الإنساني المنشود.