الاتّفاق ، ناهيك عن جاذبيّته وتأثيره في النفوس بتلك البساطة ووضوح المفردة وسلاسة كلامه ، فتلمس فيه الصدق والإخلاص والنقاء والإيمان.
إنّك بحضوره تشعر أنّه إنسانٌ ليس كباقي الناس ، إنسانٌ ليس كما كنّا قد رسمناه في عقولنا وقلوبنا ، إنسانٌ يجعلك أقرب إلى الخير وأبعد عن الشرّ ، تنشد الهداية وتلفظ الضلال ، تبحث كي تعرف وتعرف كي تبلغ .. ثم تعود لتتساءل : ما معنى ذلك؟
ماذا تفسّر إحاطته بما يجري ويحصل من أفعال وممارسات على الصعيد العامّ أو في ما يخصّ المحسوبين عليه ، إحاطةً شاملةً عبر شتّى السبل والمنافذ ، فتجده ذلك المدبّر الحكيم في مواجهة الأوضاع الخاطئة والمشكلات الحاصلة ، دون أن تلحظ منه موقفاً انفعاليّاً ; كونه هكذا لابدّ أن يكون ، وليس هذا حديث عهده إنّما هو المشهود منه منذ سالف الأيّام.
استطاع بفعل العقل الناضج والذهن الوقّاد والقلب السليم من التعامل مع الخطوب والصعاب تعاملاً منبعثاً من ذلك النهج الذي خطّته مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وبلورته الرموز والأقطاب بلورةً رائدة.
إنّ اُسلوب حياته ونوعيّة تفكيره وخصائصه المعروفة وغير المعروفة إلاّ لدى البعض وطريقة تعامله مع الاُمور والمسائل المختلفة تشكّل ظاهرة فريدة من نوعها تستدعي جهود الباحثين والمتخصّصين والنقّاد للتعمّق فيها ودراستها بكلّ جدّيّة ومثابرة ; للإفادة من تجربة نابضة بالإنسانيّة والمعرفة والحكمة والأخلاق ، ثم تدوينها والترويج لها