الواسعة وتجاربه القيّمة واستنتاجاته المفيدة ، ننظر إلى الأسباب والدواعي والبواعث الأساسية من زاوية أشمل وأوسع وأدقّ ، فنحن قد لا نختلف مع العلم في تسجيل الملاحظة وتشخيص الظاهرة وتحديد النتائج ، لكنّنا قد نختلف معه فيما لو أرجع كلّ شيء إلى الدائرة الأمبيريقية ـ التجريبية المحضة ـ دون الأخذ بعين الاعتبار الجوانب اللاهوتية والغيبية ، عين الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت به النهضة الحديثة إبّان انطلاقها ثم قطعها مشواراً طويلاً على هذا المنوال ، منوال الحطّ من العلوم الإنسانية وإنكار الغيب واللاهوت ، حتى حدوث الانقلاب المثير الذي نهض من بين أضلعها وقضى على آمالها التجريبية المحضة وأعاد الاعتبار والثقة بالغيب واللاهوت والعلوم الإنسانية.
فلو تأمّلنا جملة حالات وظواهر وخصائص على سبيل المصداق لا الحصر ..
منها : العلوم العميقة والمعارف الجامعة المقرونة بالذهن الوقّاد والقلب السليم.
منها : القراءة الدقيقة للقضايا والأحداث والمتابعة المذهلة لرواشح العلوم والفنون.
منها : الخلق العالي والأدب السامي والجاذبية المؤثّرة في النفوس بلا أدنى تصنّع وافتعال.
منها : الشعور بأ نّك في حضرة الخير والبركة والفلاح ، في كهف الأمان وملجأ الراحة والاطمئنان.