إلاّ أنّي لو كنتُ منصفاً موضوعيّاً ، مستقرئاً فاحصاً ، مراجعاً ، محلّلاً ، فأدنى ما يشغل ذهني ويطرق سمعي هو قوله تبارك وتعالى : (وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) (١) الذي يجعلني استيقظ من غفلتي وأصرخ : وجدتُ ضالّتي ..
بالله عليكم كيف وجدتها؟
فأقول :
حينما ينطق السيستاني فهل تلحظون في نطقه سوى الدعوة إلى الحبّ والسلام والوحدة ونبذ العنف ، مقرونةً بالنصح وصالح الابتهال؟!
ينطق فيتكلّم بلغة القوم ، فيُلزِم ، سعياً منه لتشييد اُسس الحق والعدل.
يصمت وإذا بصمته تُبنى مشاريع لفهم هذا السكوت واستيعابه وتأويله ، والقلق إذ يساور هذا وذاك تتشبّث التبريرات للنأي عن دائرة الاعتراض السيستاني.
نعم ، فهذا الرجل إذا نطق ففي نطقه الصمت ، وإذا صمت ففي صمته النطق ، وإذا سكن ففي سكونه الفعل ، وإذا فعل ففي فعله السكون.
يغادر السيستاني وإذا برحيله تعمّ الفتنة وتضطرب البلاد .. يعود وإذا بنار الفتنة تخمد وتستقرّ الأوضاع.
يوافق السيستاني على اللقاء بهذا أو يرفض اللقاء بذاك ، فتغدو
__________________
١. سورة البقرة : ٢٦٩.