والإمكانيّات الهائلة والأساتذة المرموقين ، والدعم اللاّمتناهي من القيادة العليا في البلاد .. إلى ذلك : وجود حرم السيّدة العلويّة فاطمة بنت موسى
ابن جعفر (عليه السلام) ، والمراجع العظام ، اللذين ميّزا هذه المدينة وجعلا من حوزتها العلميّة هي الرائدة بين الحوزات العلميّة الشيعيّة حالياً ، ممّا أضفى عليها أهمّيّة مضاعفة من حيث التفوّق العلمي والثقافي والتحقيقي ; فلا غرابة من وجود أكثر من خمسمائة مركز ومؤسّسة ومعهد معرفي تخصّصي فيها.
إنّ مدينةً بهذه الأهمّيّة والمحوريّة والعالميّة لابدّ أن تضطلع مؤسّستها الدينيّة بدور حضاري راق في إدارة شؤون علمائها وأساتذتها وطلاّبها ومدارسها ، وبالفعل فإنّ مديريّة الحوزة العلميّة في قم هي المعقل الرسمي الذي يدير ذلك ، التي انبثق إلى جانبها بعد انتصار الثورة الإسلاميّة المركز العالمي للدراسات الإسلاميّة ـ تغيّر اسمه مؤخّراً إلى جامعة المصطفى العالميّة ـ حيث يدير شؤون الطلبة الأجانب.
إنّ طالب العلوم الدينيّة متفرّغٌ ومنهمكٌ تماماً ـ إلاّ القليل ـ بتلقّي الدروس والمعارف الإسلاميّة ثم التباحث فيها ومراجعتها وتدريسها ، طبق النمط السائد في السلك والتسلسل الحوزوي ، وإلاّ فإنّ فرص التقدّم والتطوّر العلمي تبقى محدودة ضئيلة لمن لا يبذل الجهد على النسق المذكور.
هذا الطالب مصدر رزقه الوحيد ما تمنحه له المراجع العظام من