بعض أعضاء المديريّة الذين قابلتهم وسمعت منهم ذلك مباشرة.
كيف لنا أن ننهض بقيم واُسس ومناهج نقنع بها الدنيا ونحن لازلنا نعاني ضعفاً في أوّليات اُمورنا نظماً وتفكيراً وأداءً ، لازلنا نحبو أبطأ من السلحفاة في عالم ملاكه السرعة والحركة المثيرة ، حبواً فيه الكثير من الوقفات والتعثّرات والالتواءات الخطيرة. إنّنا إن لم نستطع إرساء المفاهيم والأساليب الحضاريّة في معاقلنا الرئيسة وكياناتنا الاستراتيجيّة فأ نّى لنا طرح رسالتنا عالميّاً بادّعاءات عريضة وأهداف كبيرة.
إن بقينا على أوهامنا وتعبّداتنا المطلقة واللطم على عزّنا السالف ومجدنا الضائع ; إن ظلّت القشور والمظاهر همّنا الأوّل وغايتنا المرجوّة خشيةً من الولوج في عمق المحتوى الذي يستدعي الاستنطاق والمراجعة والمقابلة والبعثرة ; إن لم نفهم مبادئنا فهماً صحيحاً ; فسوف لن تقوم لنا قائمة أبداً ، وستلاحقنا لعنة السالفين واللاحقين من أبناء اُمّتنا الذين سلّمونا مقاليد اُمورهم ووثقوا بنا أيّة ثقة ، الثقة التي فرّطنا بها بفعل أدواتنا الخاطئة وهوى أنفسنا الذي لا يتوقّف عند حدٍّ معيّن ، ومن المؤسف حقّاً أن نكون على هذا الحال ونحن دعاة رسالة غزت العقول والقلوب على السواء وأزالت الفوارق العنصريّة ودعت الناس إلى الحبّ والايمان والخير والفلاح ، إنّنا بلا شكّ دون الكفاءة المناسبة لهكذا رسالة مادمنا لا نغيّر ما بأنفسنا من صور وحالات تسير بالاُمّة إلى مهاوي التخلّف والخسران.