وتخفيض راتب الطالب غير المعمّم ، بداعي إيجاد المحرّك عنده نحو التعمّم.
إنّ العمامة شرفٌ ومظهر روحاني مقدّس ، إنّها تمثّل الوجود العلمي والمعنوي لطالب العلوم الدينيّة ، والتتوّج بها يستلزم شروطاً ومواصفات خاصّة ، وطالب العلوم الدينيّة المعمّم لابدّ وأن يبلغ مرتبة علميّة وأخلاقيّة تؤهلانه لتقلّدها ، بحيث تصير وسيلة لمواصلة السعي المعرفي والمعنوي ، لا غاية ومترساً يختبئ خلفها ويصنع منها درعاً وملجأً ومصدر رزق ; إذ تغدو بذلك سلعة رخيصةً تفقد هيبتها وموضوعيّتها وتنزل أسوأ العواقب بصاحبها الذي ما عاد يمثّل نفسه فقط ، إنّما هو واجهة كلّ هذه الشريحة المقدّسة التي تحمّلت ـ ولا زالت ـ أعباء حفظ ونشر القيم والمفاهيم الحقّة. فلِمَ نحوّلها إلى سلعة رخيصة بالدعوة لها من خلال المال والتطميع؟! وما يدرينا فلعلّ المناوئ الدني قد استفاد من هذه الفرصة ليضاعف أجر من يمتنع عنها أو يخلعها بعد ارتدائها مادامت القضيّة قد لبست ثوباً جديداً ، ثوباً من الربح والخسارة الدنيويّة.
وما شكواي إلاّ لدوام اعتقادي أنّ طبقة الروحانيّين هي أشرف وأجلّ طبقات المجتمع وأنبلها أخلاقاً وإيماناً وعلماً ومعرفةً وعملاً.
ومن الإنصاف أن نقول : إنّ المركز العالمي للدراسات الإسلاميّة
ـ جامعة المصطفى العالميّة ـ يمتاز بالنظم والجدّيّة والالتزام والإحساس بالمسؤوليّة أكثر قياساً إلى مديريّة الحوزة العلميّة ، وهذا ما يعترف به