أمّا أنّك في وضع لا يمكّنك من استلام مرتّبك الشهري بسبب ظروف ملفّك وسجلّك الحوزوي المعلّقة على همّة وحزم وعزم المديريّة نفسها ، أو أنّ تأمينك الصحّي والاجتماعي معلّق لذات السبب ، فهذا ما لا يحرّك غيرة أيّ أحد من هؤلاء لينجز عملك المؤخّر بسبب إهماله وعدم شعوره بالمسؤوليّة.
ولطالما ذكّرتُ المهتمّين بشؤون الحوزة العلميّة بهذه الحالة السلبيّة المعشعشة في واحدة من أهم وأخطر معاقلنا ، المؤسّسة الرسميّة التي تُعنى بشؤون مَن هم حملة العلم والفقاهة والمعارف ، الذين يبذلون كلّ ما بوسعهم لخدمة الدين والمذهب ، هذه المؤسّسة التي ينبغي لها أن تكون نموذجاً يُحتذى به في النظم والعزم والحزم والشعور بالمسؤوليّة والالتزام ، لكنّها للأسف غير كفوءة لإدارة شؤون هذه الطبقة العظيمة الشريفة من اُمّتنا الإسلاميّة ، طبقة الروحانيّين.
من المؤسّف حقّاً أن تكون من الهموم الكبيرة التي يعاني منها طالب العلوم الدينيّة هذه المراجعات الإداريّة التي تقضّ مضجعه وتؤرّق جفونه وتثير اضطرابه ، وهو المفروض به التفرّغ والانهماك في دراساته وأبحاثه ومطالعاته ، وشغل ذهنه وأفكاره بما ينمّي مواهبه وطاقاته العلميّة والثقافيّة لا أن ينشغل بأسماء الذين ينبغي مراجعتهم إداريّاً.
ولعلّه من المناسب الإشارة إلى حالة مقلقة في النظام الحوزوي الموجود ، قد لا يكون لمديريّة الحوزة دخل أساسي فيها ، إنّها مسألة كسر