فهذا يبحث عن وثيقته التي فُقدت ـ وفقدان الوثائق والأوراق أشبه بالأمر العادي هناك ـ منذ شهر وشهرين بل وأكثر من سنة أحياناً ، وذاك الذي ينتظر درجات اختباره التي ضاعت ولا يعلم عنها شيئاً ، وثالث ينتظر سنةً أو سنتين ولم تُضف درجاته الجديدة في اختبارات الترقية إلى سجلّه ، ورابع طال نقله من كذا مدينة إلى قم أو العكس كذا فترة ماراثونيّة ، وخامس لم يتحقّق انتقاله من سجلّ الطلبة الأجانب إلى مديريّة الحوزة منذ منحه وثيقة الانتقال قبل عام ونصف وأكثر ، وسادس يلهث كي يحصل بشقّ الأنفس مع كلّ التوصيات على إجازة فتح مدرسة علميّة في كذا مدينة نائية فلا يحصل عليها إلاّ بالمعجزة ، وسابع رغم الأوامر المكتوبة من قبل الرجل الأوّل في مديريّة الحوزة العلميّة بوجوب إنجاز طلبه لا يعار له ولتلك الأوامر أيّ اهتمام وعناية ، وثامن مكبوس في حاجته بين مطرقة الفريق الذي غادر وسندان الفريق الذي تسلّم مقاليد الاُمور حديثاً فغدا هو الضحيّة ، وتاسع لا يدري ماهيّة الموظّف والمسؤول الذي ينجز طلبه ، فهذا يرشده إلى غرفة رقم كذا وذاك يرشده إلى غرفة اُخرى وهكذا ، وعاشر كلّما قصد الشخص المسؤول عن قضيّته وجد بابه مغلقاً فهو إمّا في إجازة قصيرة أو طويلة أو في الدرس ، وإن تواجد فبالكاد تصله النوبة ، وإن وصلته يعلّق مسألته إلى اُسبوع أو اُسبوعين وأكثر ، وحذاري أن تكون أوراقك وملفّك ناقصة استنساخاً أو صورة بعد كلّ مراحل العناء والانتظار ، فهذا يعني تأخّر إنجاز قضيّتك لوقت غير معلوم إثر الأوضاع السائدة من تسيّب ولا مبالاة وغيرهما.