من هنا يأتي السؤال : ماذا فعل الشهرستاني بهؤلاء حتى جعلهم على هذه الحالة من الانقياد والاستسلام المحض له وهو صرف وكيل عامّ لمرجع من المراجع العظام؟
لا شكّ أنّه الإنسان الذكي الذي يعرف تماماً ماذا يريد ويقصد ، إنّه صاحب مشروع كبير وأهداف أكبر لا يمكن تحقيقها إلاّ عبر إرساء الأرضيّة المناسبة من خلال الأدوات والآليات والسبل المختلفة التي منها تشكيل مجموعة تخضع خضوعاً تامّاً لإرادته وتحصل بالمقابل على ما لم تحلم به وتريد ، وبإزاء ذلك لم يتوان الشهرستاني من حذف كلّ من يقف حجر عثرة في طريقه ، حذفاً دبلوماسيّاً بالطرق السلميّة ، فخرجت ثلّة لامعة من الرموز والنخب مطرودة عمليّاً «بلا زعل» وحلّت محلّها «فدائيّو الشهرستاني» ـ كما يحلو للبعض إطلاق هذه التسمية عليهم ـ لتأخذ على عاتقها تنفيذ أوامره تنفيذاً عالياً.
«إنّهم» ليسوا على مرتبة واحدة ، بل على مراتب من العلوّ والدنو ، وتلعب بعض الخصائص ـ ولاسيّما التكوينيّة منها ـ دوراً هامّاً في تعيين المرتبة ، فالجاذبيّة والجمال مع اللباقة لهما مدخليّة هامّة في الانتخاب.
وأكثر ما يثير حفيظة السيّد الشهرستاني انتقادك واحداً من خاصّة المقرّبين بوجه حقّ أو بغير حقّ. والمعروف أنّه لا يرتّب الأثر على الانتقادات ترتيباً فوريّاً ، بل إنّما يفعل ذلك آجلاً وبالطرق التي لا تُشعِر الكثيرين بأ نّها عملية ردّ وجواب لتلك الانتقادات ، سواء تلك الموجّهة إليه أو إلى خاصّته من المقرّبين.