بسبب المرجعيّة الرشيدة فلا ننسى أيضاً التذكير ـ مفتخرين معتزّين ـ بتضحيات المؤسّسة دفاعاً عن المرجعيّة العليا.
في مثل كيان عظيم عملاق كالمؤسّسة ، من الرائج جدّاً أن تتقاطع المشارب أو تلتقي ، تتباين الأفكار أو في بوتقة واحدة تنصهر وتنضوي ، تتلوّن المطامح والآمال ، تتصاعد العطاءات والأخلاق وقد تهبط إلى سىّء الحال ، العابد الزاهد العالم العارف الفاضل الأبيّ العزيز حاضرٌ كما الحربائيّ الببغائيّ الصنميّ التزلّفي الجاهل حاضر .. يا له من قلب كبير وصدر وسيع آلَ على نفسه إلاّ الصبر والأناة سيراً على مبنى «الجذب والاستقطاب» فتحمّل شتّى النقد والمعاناة وبالغ الأضرار .. كلّنا بلا استثناء نخطأ ونسهو ونغفل ، نأثم ونذنب ، نندم طوراً وطوراً نصرّ ونهوي.
وكما شاءت الأقدار أن يتحوّل الحلم الجميل رويداً رويداً إلى حقيقة طيّبة ينعم بها الجميع ويرفل ، حقيقة التقارب والتناغم والتناسق والتكامل والتماهيّ بين حاضرتي الفكر الإمامي ومدرسة آل العصمة الميامين الغرر ، حوزتي قم المقدّسة والنجف الأغرّ .. أينعت بعض الثمار ، والآتي أينع وأنضر ، شريطة العزم الأكيد والخلوص الشديد والحرص المديد وكسب دعوات الوليّ الغائب أرواحنا لتراب مقدمه الفدى وإمضاء الباري تبارك وتعالى .. ففي ذلك خير الاُمّة وصلاحها في دنياها واُخراها ..
كذلك شاءت الأقدار أيضاً أن يكون لمؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث نصيبٌ وافرٌ ودورٌ باهر في صنع مقدّمات التقارب البنّاء بين الحاضرتين المباركتين ; فما كان لله ينمو ، وله الشكر والحمد.