وبيت الشعر والمثل وغيرها تفاوتاً بين ما نقله المصنّف وبين الموجود في المصدر ، فلابدّ حينئذ من الإشارة والتنبيه إلى ذلك التفاوت كي يعمل على معالجته بالطرق التحقيقيّة اللازمة ، التي سنأتي على ذكرها لاحقاً في مرحلة «تقويم النصّ» والمعاناة في مثل هذه الاختلافات كبيرة ، ولاسيّما في مجال الشواهد الشعريّة ، حينما يكون محلّ الشاهد مختلفاً أو غير موجود في مصادره ، أو مرويّاً برواية لا تتطابق مع المدّعى ، ممّا يعني بذل مزيد من التفحّص والتنقيب للعثور على البيت الشعري مرويّاً في مصدر ما بالمحتوى الذي ادّعاه المصنّف. وليس ذلك مختصّاً بالشواهد الشعريّة وإنّما هي حالة من الحالات وعائق من العوائق المنتشرة في طول المسيرة التحقيقيّة وعرضها ، على أنّ لكلّ حالة وعائق خطوات وإجراءات علاجيّة.
ويمرّ الاستخراج بثلاثة أدوار غالباً :
الدور الأوّل : الاستخراج البدائي الذي أشرنا إلى بعض جوانبه أعلاه.
الدور الثاني : تدقيق الاستخراج البدائي ، فتحدث التغييرات والتصحيحات والحذف والإضافات وربما الإشارات اللازمة والضروريّة.
الدور الثالث : الموارد المتبقيّة غير المخرّجة بأيّ سبب من الأسباب والتي تعسّر حتى على المدقّق الوصول إليها ، مضافاً إلى الموارد التي يوصي مقوّم النصّ أو المراجع النهائي بتخريجها. فهذا الدور هو دور