أو سياسيّة .. كلّ ذلك قد يحدث بفعل التهاون وعدم الدقّة في ذلك الاسم والعَلَم الوارد في المتن.
وليس ضبط الأسانيد والأعلام بالعمل السهل ، فإنّه يتطلّب خبرة واسعة في علوم الرجال والأنساب والسيَر والطبقات ومصادرها ومراجعها ، فلو اشتبه علينا ـ على سبيل المثال ـ كون الراوي عيينة أو عنبسة ، بشّار أو يسار ، فمن أجل رفع الالتباس وتثبيت الصحيح لابدّ من الاستفادة من أدوات ومؤن علم الرجال من خلال الولوج في طبقات الرجال في باب الراوي والمرويّ عنه ، ونرى عمّن يروي عنبسة أو عيينة ، بشّار أو يسار ، ومن الراوي عنه ، وهل الفترة التي عاشها تتناسب مع فترة هؤلاء الرواة ، من تقدّم منهم عليه أو تأخّر ، وهل بإمكانه على ضوء ذلك الحضور في سند رواية تنتهي ـ مثلاً ـ بالإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أو البخاري أو مسلم.
إلى ذلك : لابدّ من بحث المشتركين هنا ، فلعلّ الاسم المذكور مشتركٌ بين عدّة رواة ، مثل : أبي بصير ، المشترك بين خمسة كما قيل ، منهم الثقة ومنهم غير الثقة.
إنّ ضبط الأسانيد والأعلام ضبطاً صحيحاً دقيقاً مستنداً إلى المعايير العلميّة والأدلّة القطعيّة ، من شأنه أن يحفظ أو يُغيّر كثيراً من الثوابت ويكشف الحقائق ويعيد الحسابات ، وقد يُدخِل هذا في قفص الاتّهام ويُخرج آخراً ، يشمخ بفرد ويهبط بثاني ، يسمو برأي وقول وفكرة وحكم ... ويُنزِل بغيرها.