الطبيعية ، فهي لشدّة وضوحها وخوائها المعنوي والدلالي لا تُرى ، إذن فهي رسم وليست كتابة ، وشتّان بين الرسم والكتابة.
أم أنّنا نباشر الكتابة ليس بمقتضى قانون العرض والطلب هذا ، ولكن بما هي همٌّ أبدي ونهمٌ لا يروي ، نباشر الكتابة بوصفها تحقيقاً لوجود طبيعي وتصوّراً عقلياً واعياً أيضاً ، هذه هي «الكتابة المرئية» التي ينطلق فيها شعاع الوعي من الذات إلى البنية الطبيعية والعكس ، أي أنّ الكتابة تكون بمثابة عملية اختراق مزدوجة للبنية والمخيّلة في آن واحد ، فتحصل الكتابة بالمعنى المرئي ، وهي ليست إلاّ الكتابة المؤدّية إلى المعرفة الدلالية ، الإرادية الواعية.