وحسبنا دليلاً على دقّته وأمانته تأليفه القيّم : التبيان في تفسير القرآن الكريم. ففي هذا التفسير نرى الطوسي بكلّ صوره العلمية ، ففيه صورة الطوسي المحدّث والفقيه والأُصولي والكلامي ، والطوسي الأديب النحوي اللغوي المرهف الحسّ الذوّاق لجمال النصوص القرآنية من جميع نواحيها.
ومن أحبّ أن يشاهد الصورة الحقيقية التي تمثّل جميع جوانب حياة الطوسي الثقافية فلينظر إلى التبيان.
إنّ تفسير التبيان للشيخ الطوسي يعدّ نموذجاً ومَثَلاً واضحاً لمقدرة الطوسي العلمية والثقافية ; إذ إنّه يمثّل بصورة رفيعة الثقافات التي اكتسبها خلال الأعوام التي مرّت في حياته (١).
ـ قد تحاشى الشيخ بقدر وسعه وطاقته من أن يجعل تفسيره لفرقة أو طائفة خاصّة فيكون مظهراً خاصّاً للعصبية الطائفية ، وبهذا السبب قد جاء تفسيره هذا كنزاً ثميناً للحقائق العلمية والمعارف الدينية ، وحقّ لكلّ من يريد فهم القرآن والتدبّر في معانيه من أيّ فرقة كان أن يستفيد من هذا التفسير الجليل على قدر استطاعته وأهليته (٢).
__________________
١. مرتضى آية الله زادة الشيرازي ، عرض للاتجاه اللغوي في تفسير التبيان ، الذكرى الألفية للشيخ الطوسي ، ج ٢ ص ٤٧٠ ـ ٤٧١ (مطبوعات كلية الإلهيات والمعارف الإسلامية مشهد ١٩٧٥ م).
٢. سعيد أحمد أكبرآبادي ، الشيخ الطوسي ومنهجه في تفسير القرآن ، الذكرى الألفية للشيخ الطوسي ج ٢ : ٣٧٩ (مطبوعات كلية الإلهيات والمعارف الإسلامية ـ مشهد ١٩٧٥).