لا يقطع بذلك ، ولا يجعل شاهداً على كتاب الله ، وينبغي أن يتوقّف فيه ويذكر ما يحتمله ، ولا يقطع على المراد منه بعينه ، فإنّه متى قطع بالمراد كان مخطئاً وإن أصاب الحقّ (١). انتهى.
* * *
بناءً على ذلك يمكن القول : إنّ الشيخ (قدس سره) قد صاغ منهجيةً ورسم خطوطاً عريضةً لتفسيره لم يقفز عليها ولم يغفلها ، فبقي ملتزماً بها ومحافظاً عليها في أثره النفيس هذا.
وتتلخّص الأُطر العامة لمنهجه (قدس سره) في التبيان بما يلي :
١ ـ البحث عن اسم السورة ، والإتيان بأقوال عديدة بدلائلها وبراهينها روايةً ولغةً ، ثم يستأثر منها قولاً أو يأتي برأي جديد من عند نفسه ويبيّن وجوه ترجيحه.
٢ ـ الإشارة إلى عدد آيات السورة ، وإلى الاختلاف الحاصل بين القرّاء في العدد إن وجد.
٣ ـ بيان المكّي والمدني من الآيات في كلّ سورة ، مع ذكر أسماء بعض المفسّرين وآرائهم بذلك ، كما يبيّن (قدس سره) الأقوال المختلفة في كون الآيات مكّية أم مدنية.
٤ ـ الإشارة في أولائل السور أحياناً إلى وجود النسخ وعدمه.
__________________
١. محمّد بن الحسن الطوسي ، التبيان ، ج ١ ص ٢٤ ـ ٢٦ (طبع وتحقيق مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)).