ومنها : تكرّره في أصل أو أصلين منها فصاعدا بطرق مختلفة وأسانيد عديدة معتبرة. (١)
ومنها : وجوده في أصل معروف الانتساب إلى أحد الجماعة الذين أجمعوا على تصديقهم كزرارة ومحمّد بن مسلم والفضيل بن يسار ، أو على تصحيح ما يصحّ عنهم كصفوان بن يحيى ويونس بن عبد الرحمن والبزنطي (٢) أو على العمل برواياتهم كعمّار الساباطي ، وغيرهم ممّن عدّهم شيخ الطائفة في العدّة. (٣)
ومنها : إندراجه في أحد الكتب الّتي عرضت على الأئمّة عليهمالسلام فأثنوا على مصنفيها ، ككتاب عبيد الله بن علي الحلبي ، الّذي عرضه على الصّادق عليهالسلام (٤) ، وكتابي يونس بن عبد الرحمن ، (٥) والفضل بن شاذان (٦) ، المعروضين على العسكري عليهالسلام.
وقال الشّهيد الثّاني في محكي شرح دراية الحديث :
|
قد كان استقرار أمر المتقدمين على أربعمائة مصنّف سمّوها أصولا ، فكان عليها اعتمادهم. (٧) ثمّ تداعت الحال إلى ذهاب معظم تلك الاصول ، ولخصها جماعة في كتب خاصّة .... (٨) |
ومنها : كونه مأخوذا من الكتب الّتي شاع بين سلفهم الوثوق بها والاعتماد عليها ، سواء كان مؤلّفوها من الفرقة الناجية المحقّة ، ككتاب الصلاة لحريز بن عبد الله ، وكتب ابني سعيد وعلي بن مهزيار ، أو من غير الإماميّة ، ككتاب حفص بن غياث القاضي ، وكتب الحسين بن عبد الله السعدي ، وكتاب القبلة لعلي بن الحسن الطاطري.
__________________
(١) إذا كان صاحب الأصل ثقة ، يكون حال التكرر ما تقدّم في القرينة الأولى. وإذا كان بعض أسانيده معتبرا فهو خارج عن محل النزاع.
(٢) مرّ البحث حول هذا الموضوع في البحث الحادي عشر.
(٣) ليس معنى العمل بروايات أحد الغضّ عن ضعف من قبله.
(٤) واستحسنه وقال ليس لهؤلآء ـ يعني المخالفين ـ مثله نسبه الشّيخ إلى قيل ، وفي النجاشي : وعرضه على أبي عبد الله عليهالسلام وصحّحه ... ولكنّه مرسل.
(٥) وفي النجّاشي بسند صحيح عن الجعفري : عرضت على أبي محمّد صاحب العسكري عليهالسلام كتاب يوم وليلة ليونس ، فقال : «تصنيف من هذا؟» فقلت : تصنيف يونس آل يقطين ، فقال : «أعطاه الله بكلّ حرف نورا يوم القيامة».
(٦) نقل الكشّي روايتين ضعيفتين دلالة وسندا في حقّ كتاب يوم وليلته.
(٧) كاعتمادنا على الكتب الأربعة ، وأمثالها غير المنافي لضعف بعض رواياتها ، وإلّا فهو مطالب بدليله ، والظاهر أنّه نفسه أيضا يذهب إلى ما قلنا ، كما يفهم من سيرته في الفقه.
(٨) وسائل الشّيعة : ٢٠ / ٦٧.