طاووس ، فإنّه أيضا قد اختار منه ، ومن كتب اخر ورتبه وبوبّه ، ولكنّا لم نعثر عليه ، وكان عند العلّامة وحذا حذوه ، وكلّ ما ينقله عن الكشّي فإنّما ينقل عنه لا عن اختيار الشّيخ رحمهالله ، وقد أصاب نسخة ابن طاووس تلف في جملة من المواضع ، بحيث صار نسخ الكتاب بكماله متعذّرا ، فتصدّي صاحب المعالم لجمع ما أمكن منه وتحريره وتهذيبه ، وسمّاه بالتحرير الطاووسي ، وعندي منه نسخة تعبنا في تصحيحها. (١)
قال بعض أهل التّتبع (٢) :
|
وأمّا رجال الكشّي ، فلم تصل نسخته صحيحة إلى أحد حتّى الشّيخ والنجّاشي ، حتّى قال النجّاشي فيه : كتاب كثير العلم وفيه أغلاط كثيرة وتصحيفاته أكثر من أن تحصى. وإنّما السالم منه معدود ... بل قلّما تسلم رواية من رواياته عن التصحيف ، بل وقع في كثير من عناوينه ، بل وقع فيه خلط أخبار ترجمة بأخبار ترجمة اخرى ... ثمّ إنّ الشّيخ اختار مقدارا منه مع ما فيه من الخلط والتصحيف ، وأسقط منه أبوابه ، وإن بقي ترتيبه ؛ لأنّ غرضه كان مجرّد معرفة حالهم المذكورة فيه دون من كانوا من أصحابه عليهالسلام والقهباني الّذي رتّب الاختيار أراد اصلاح بعض ما فيه فزاد في إفساده ... ثمّ إنّه حدث في اختيار من الكشّي أيضا تحريفات غير ما كان في أصله ، فإنّه شأن كلّ كاتب إلّا أنّها لم تكن بقدر الأصل ؛ ولذا ترى نسخ الاختيار أيضا مختلفة لا سيّما نسخة القهباني ، فإنّها تختلف مع النسخة المطبوعة في عنوان الحسن بن سعيد الأهوازي ، وعنوان محمّد بن إسحاق صاحب المغازي ، الخ. (٣) |
أقول :
هذا بعض كلام هذا الفاضل المتتبّع ، ولعلّه غير خال عن الإفراط في التنقيص.
وكتاب الكشّي فيه امتياز التعرّض لمدح الرّواة وذمّهم بالسند المتّصل ويعدّ لأجله من أحسن الكتب الرجاليّة الموجودة. وعدد المذكورين فيه حسب أرقام النسخة المطبوعة في النجف هو ٥٢٠ شخصا.
وتبلغ عدد رواياته ومنقولاته عن المعصوم وغيره حسب أرقام النسخة المطبوعة في المشهد الرضوي ١١٥١.
__________________
(١) من تنقيح المقال : ٣ / ١٠٠.
(٢) قاموس الرجال : ١ / ٤٣ و ٤٤.
(٣) المصدر : ١ / ٤٧.