وأمّا مشائخ الكشّي ـ أي من روي عنهم بلا واسطة بظاهر العبارة ـ فهي أكثر من ستّين شخصا ، لكن الخبير المتأمّل يعلم أنّ جملة منهم ليسوا من مشائخه ، وإنّما روي عنهم مرسلا. وقد ذكر المحدّث النوري (١) أسماء جملة منهم كما أنّ معلّق رجال الكشي (٢) ذكرهم أيضا ، وبينهما اختلاف. (٣)
وقال بعض الفضلاء :
|
إنّ الشّيخ الطوسي رحمهالله ذكر الأسانيد المعلّقة ـ في اختياره عن كتاب معرفة الرجال ـ على ما وجدها من دون إصلاحها ، فصعب على الناظرين تمييز صحيحها من سقيمها ، ولم يصحّ من ١١٥٠ نصّا إلّا أقلّ قليل منها ، لا يبلغ رقمها إلى ثلاث مائة. (٤) قال المحدّث النوري في خاتمة المستدرك : واعلم : أنّه قد ظهر لنا من بعض القرائن أنّه قد وقع في اختيار الشّيخ أيضا تصرف من بعض العلماء بإسقاط بعض ما فيه ، وإنّ الدائر في هذه الأعصار غير حاو لتمام ما في الاختيار ولم أر من تنبّه لذلك ، ولا وحشة من هذه الدعوى بعد وجود القرائن ... (٥) |
ثمّ ذكر أربع قرائن عليها :
أوّلها : ما تقدّم من جملات ابن طاووس ، فإنّها غير موجودة في كتاب الكشّي المتداول.
ثانيها وثالثها : عدم ذكر روايتين فيه نقل إحداهما ابن شهر آشوب في مناقبه ، وثانيتهما الميرزا محمّد في حاشية تلخيص المقال عن اختيار الشّيخ.
رابعها : ما نقله ابن داود في رجاله ، عن الكشّي من أن حمدان بن أحمد من خاصّة الخاصّة ، أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه ، ولا يوجد هذا في النسخة الموجودة منه.
٢. كتاب فهرست الشّيخ قدسسره
وهو أقدم تأليفا من كتاب رجاله وقد تكرّرت إحالته فيه على الفهرست ، وكان تأليفه حين تأليف الفهرست في قصده ، كما يظهر من ترجمة زرارة في الفهرست. (٦)
__________________
(١) خاتمة المستدرك : ٣ / ٥٣٠.
(٢) رجال الكشي ، طبعة جامعة المشهد ، ١٣٤٨ ه ش.
(٣) وقد تعرّض سيّدنا البروجردي رضياللهعنه أيضا لرجال أسانيد وطبقات رجال الكشّي ، وفهرستي الشّيخ والنجاشي قدسسره مفصلا في الجزء السادس من كتابه الموسوعة الرجاليّة ولا يسع هذا الكتاب تفصيل مثل هذه المسائل.
(٤) معرفة الحديث : ٥٦.
(٥) خاتمة المستدرك : ٣ / ٥٣.
(٦) وقيل إنّ الشّيخ رحمهالله قام بتأليف كتابيه الرجال والفهرست معا. يكتب أسماء الرّواة طبقة بعد طبقة في كرّاسة وأسماء المؤلّفين على ترتيب الحروف في كراسة أخرى ، حتّى تمّ الكتابان معا ، لكنّه لم يذكر له دليلا.