ولعلّ الشّيخ فهم وثاقته من كتابه فإنّه يقول في فهرسته بعد توثيقه : له كتاب كبير جيّد معتمد.
قال المحقّق رحمهالله في كتابه المسائل الغروية المطبوعة ضمن الرسائل التّسع (١) : وهو ـ أي : السّكوني ـ وإن كان عاميّا ، فهو من ثقات الرّواة.
قال شيخنا أبو جعفر في مواضع من كتبه إنّ الإماميّة مجمعة على العمل بما يرويه السكوني ، وعمار ومن ماثلهما من الثقات ولم يقدح المذهب في الرّواية مع اشتهار الصدق ، وكتب جماعتنا مملوءة من الفتاوى المستندة إلى نقله ، انتهى.
أقول لم يعلم أن قوله : ومن ماثلهما من الثقات من كلام الشّيخ أو من كلام المحقّق ، والأظهر هو الثّاني ، فإنّي لم أجدها فى موضع من كتاب الشيخ. وقد اعترف بعض آخر من الرجاليّين بعدم وجدانها فى كتاب للشيخ ، وقد عرفت إنّ وثاقة السكوني لا يستفاد من كلامه السّابق ، فإنّه لم يوثق هؤلآء الأربعة من رجال العامّة ، كما ذكرنا.
|
٥. وأمّا بنو فضّال فهم على بن الحسن بن علي بن فضّال ، ومحمّد بن الحسن بن علي بن فضّال ـ ولم يوثّقه الرجاليون لكنّه موثق بتوثيق الشّيخ هذا فتأمّل ـ وأحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ، والحسن بن علي بن فضّال أبوهم ، أمّا علي بن فضّال ، فلم أجد ذكره في كتاب عاجلا. ٦. أمّا علي بن أبي حمزة البطائني ، الّذي تبلغ رواياته عن أبي بصير ثلاثمأة وخمس وعشرون ، وورد ذكره في الكتب الأربعة في أكثر من ٥٤٥ موردا. |
ففيه كلام فإنّ الشّيخ قدّس سره وإن ادّعي عمل الطائفة برواياته لكنّه عندي غير معتمد ، فلاحظ كلمات علماء الرجال في حقّ الرجل في كتبهم.
والّذي يهوّن نقل بناء الطائفة على العمل برواياته ، ما ذكره الشّيخ نفسه في كتاب غيبته (٢) بعد نقل خبره :
|
فهذا خبر رواه ابن أبي حمزة ، وهو مطعون عليه ، وهو واقفي ، وسنذكر ما دعاه إلى القول بالوقف. (٣) |
ثمّ قال : فروي الثقات إن أوّل من أظهر هذا الاعتقاد علي ابن أبي حمزة البطائني ، وزياد بن مروان القندي ، وعثمان بن عيسى الرواسي ، طمعوا في الدّنيا ومالوا إلى حطامها ،
__________________
(١) الرسائل الغروية : ٦٥.
(٢) الغيبة : ٣٧.
(٣) ومن هذا الكلام يظهر ضعف ما قيل من أنّه وإن كان ضعيفا ، إلّا أنّ رواياته معتبرة لنقل الشّيخ عمل الطائفة بها. وجه الضعف أنّ الشّيخ نفسه ردّ خبره ، مع أنّ ضعف الرجل لا يجامع العمل بجميع روايته لبعد احتفاف كلّها بالقرينة ، إلّا إذا كانت مجموعة في كتاب واحد.