وثانيا : ما رواه الشّيخ نفسه في كتاب الغيبة ، عن أحمد بن عيسى ، عن سعد بن سعد ، عن أحمد بن عمر قال : سمعت الرضا عليهالسلام يقول في ابن أبي حمزة : أليس هو الّذي يروي أن رأس المهدي يهدي إلى عيسى بن موسى ، وهو صاحب السفياني ، وقال إنّ أبا إبراهيم يعود إلى ثمانية أشهر ، فما استبان لكم كذبه.
وثالثا : قول الشّيخ المتقدّم انّه مطعون عليه ، ويؤيده ما عن صاحب الفصول رحمهالله : ولم يحك عن أحد توثيقه ، بل نقل عن بعض آخر إنّه إلى الآن لم يجد أحدا غير الشّيخ يوثقه ، أو يعمل بروايته إذا أنفرد بها. (١)
وكان سيّدنا الأستاذ في برهة من زمانه يذهب إلى وثاقته في قوله مع فساد مذهبه ، ويستدل بما تقدّم من عبارة العدّة الدّالة على توثيقه وبوقوعه في أسناد كامل الزيارات ، وفي أسناد روايات تفسير القمّي ، ثمّ رجع في معجمه وبنى على ضعفه ، لتعارض هذه الوجوه بجرح ابن فضّال ، وأمّا رواية أحمد بن عمر ، فلم يقبلها بدليل جهالة طريق الشّيخ إلى أحمد بن محمّد بن عيسى.
أقول :
أمّا وقوعه في أسناد كامل الزيارات وتفسير القمّي فلا يدل على وثاقته ، كما مرّ بحثه فيما تقدّم ، وأمّا توثيق الشّيخ فمعارض بجرحه كما عرفت فتأمّل ، وأمّا جهالة طريق الشّيخ إلى أحمد فممنوعة لما سيأتي من اعتبار طريقه إليه في الفهرست ، وليس الطريق الحسن المذكور مخصوصا برواياته عنه في خصوص كتاب التهذيب ، بل مطلقا وإلى جميع رواياته كما يأتي في شرح المشيخة.
هذا كلّه في علي بن أبي حمزة ، الّذي وقع بهذا العنوان في أسناد كثير من الرّوايات ، وهي تبلغ خمسمائة وخمسة وأربعين موردا ، كما ذكر الأستاذ رحمهالله في معجمه. (٢)
وربّما يستدّل على وثاقته بجملة من الإخبار لكنّها ضعيفة دلالة أو سندا ، وبرواية جملة من الأكابر عنه ، كالبزنطي وصفوان ، وابن أبي عمير ، ويونس وغيرهم ، لكنّها لا تدلّ على الوثاقة ، كما يفهم ممّا سبق.
__________________
(١) سماء المقال : ١٣٤.
(٢) معجم رجال الحديث : ١١ / ٢٤٢.