ويؤيده ما ذكره المصنّف ـ أي : الكليني ـ في كتاب الجهاد من هذا الكتاب في باب من يجب معه الجهاد ، حيث قال : محمّد بن الحسن الطائي عمّن ذكره ، عن علي بن النعمان ، عن سويد القلاء الخ هكذا وجدته في ثلاث نسخ مخطوطة من الكتاب ، وهو الموافق لما حكاه صاحبا الوافي والوسائل ، ولكن الموجود في نسخة اخرى مخطوطة ونسختين مطبوعتين منه تبديل الطائي بالطاطري.
ويؤيّد ما حكيناه عن النجّاشي ، مضافا إلى عدم معهوديّة محمّد بن الحسن الطاطري ، نعم ، علي بن الحسن الطاطري معروف ، ولكنّه رجل من السّابعة. (١)
أقول : مراده قدّس سره من جملته الأخيرة أنّ الكليني لا يصحّ أن يروي عنه وعن كلّ من في الطبقة السابعة.
ثمّ اعلم : أنّ ما ذكره السّيد الجليل ، وإن كان موافقا لما بنينا عليه أوّلا ، لكنّه مجرّد ظنّ لا يثبت به إنّ الرجل المذكور هو الطائي ، كما لا يخفى.
وعلى كلّ هو رجل مجهول لا تعتبر الأسانيد المشتملة عليه.
٦. قال الشّهيد رحمهالله في محكي أوائل الذّكرى (٢) : أنّ ما في الكافي من الأحاديث يزيد على ما في مجموع الصّحاح السّتّة للجمهور.
أقول : المنقول عن كشف الظنون أنّ جميع أحاديث صحيح البخاري بالمكرّر سوى المعلّقات والمتابعات على ما حرّرته واتقنته سبعة آلاف وثلاثمائة وسبعة وتسعون / ٧٣٩٧ حديثا ، والخالص من ذلك بلا تكرير ألفا حديث وستمائة وحديثان. (٣) وإذا ضمّ إليه المتون المعلّقة المرفوعة وهي مائة وخمسون حديثا صار مجموع الخالص ألفي حديث وسبعمائة وإحدى وستّين حديثا / ٢٧٦١.
وعنه أيضا : روي عن مسلم أنّ كتابه أربعة آلاف حديث / ٤٠٠٠ ، دون المكررّات ، وبالمكررّات سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون حديثا / ٧٢٧٥.
أقول : وأمّا سنن أبي داود السجستاني ، فقد قال في أوّله : وجمعت في كتابي هذا أربعة آلاف حديث وثمانية أحاديث من الصّحيح وما يشبهه وما يقاربه.
__________________
(١) الموسوعة الرجاليّة : ١ / ١٢١ ـ ١٢٢ ، (ترتيب أسانيد كتاب الكافي).
(٢) الذكري : ٦.
(٣) قيل : الخالص : ٢٧٦٢ حديثا وعن النووي إنّها ٤٠٠٠ حديثا ، لكنّه غلط ، ثمّ لا نجد بين المؤلّفين العقلاء تكرارا ، بهذه المرتبة وللبخاري نواقص أخرى نبّه عليها مؤلّف نظرة عابرة إلى الصّحّاح السّتّة.