إلى كتب المؤلّفين ، بل هو طريق بواسطة الكليني وكتاب الكافي ، وإن الشّيخ يروي بواسطة الكافي روايات الفضل ، فافهمه جيّدا.
ثمّ إنّ بعض تلاميذ سيّدنا الأستاذ ذكر في كتابه أنّه هو الّذي انتقل ذهنه إلى هذا الوجه ، فذكر للسيد الأستاذ وأدرجه في الطّبعة الخامسة في معجم الرجال ، (١) وياليته لم يدرجه فيه ، لما يأتي بعد وريقات في بيان طريق الشّيخ إلى الفضل.
وقال هذا القائل : وورد في الكافي أكثر من ألف رواية عن محمّد بن إسماعيل ، وما رواه الكليني عن محمّد بن إسماعيل ، وما رواه الكليني عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان يبلغ خمسمائة رواية تقريبا ، وما يرويه عن محمّد بن إسماعيل عن غير الفضل يبلغ أربعمائة وثمان وسبعين.
كما انّه روي عن الفضل بغير واسطة محمّد بن إسماعيل يبلغ : (١٦) رواية.
أقول : الظاهر أن محمّد بن إسماعيل لا كتاب له ، فهو بالنسبة إلى روايات الفضل وكتابه شيخ إجازة ، وظاهر الحال أنّ كتب الفضل كانت مشهورة في عصر الكليني ، فلا يضرّ وساطة رجل مجهول بصحتها ، وإنّما أجازه عنه لمجرّد إخراج الرّوايات من المراسيل إلى المسندات فقط ، لا يقال : إذا فرضنا ضعف هذا الرجل ، فما هو المؤمّن من عدم دسّه في بعض روايات الفضل ؛ إذ لا دليل على أنّ الكليني طبقّ النسخ بعضها على بعض. فإنّه يقال : إنّ كتب الفضل لم تصل إلى الكليني من يد هذا الشّيخ ، بل من الأسواق والأفرد ، ولم يقل الكليني أنّه أخذ الفضل منه ، بل استجاز منه نقل الرّواية. والمهمّ إحراز شهرة كتب الفضل بين الناس من زمان الفضل إلى زمان الكليني.
كتب وسؤال التطبيق باق على فرض وثاقة المجينر وعدم وثاقته ، ولا جواب له سوى الاعتماد على إخبار الكليني رحمهالله فلا بأس بالاعتماد على رواياته إن شاء الله.
ثمّ إنّ السّيد الخوئي رحمهالله ذكر في بعض طبعات كتابه السّابقة إنّ روايات محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان تبلغ : ٧٦١ موردا ، ونقل في الطّبعة الخامسة عن بعضهم أنّ الكليني روى عنه زهاء ستمائة مورد.
وقال قدّس سره : وما ذكرته عن حميد بن زياد ، فقد رويته بهذه الأسانيد عن محمّد بن يعقوب ، عن حميد بن زياد ، وأخبرني ايضا أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري عن حميد بن زياد.
__________________
(١) لاحظ كلامه في أصول علم الرجال : ٦٠٣.