وقال في الفهرست (١) في حقّه :
جليل القدر ثقة ، وله كتاب المناسك ومسائل لأخيه موسى الكاظم بن جعفر عليهالسلام سأله عنها. أخبرنا بذلك (٢) جماعة عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه عن محمّد بن يحيى ، عن العمر كي الخراساني البوفكي ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى الكاظم ورواه ... ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد والحميري وأحمد بن إدريس وعلي بن موسى ، عن أحمد بن محمّد ، عن موسى القاسم البجلي ، عنه انتهى كلامه.
أقول :
الطريق الأوّل : حسن بأحمد.
والثّاني : صحيح.
الثالث : كذلك ، بناء على أنّ أحمد بن محمّد هو ابن عيسى بقرينة علي بن موسى الّذي هو من العدّة الّذين يروي عنهم الكليني عنه. نعم ، علي بن موسى مجهول لم يرو فيه ما يوجب اعتبار قوله.
قال قدّس سره : وما ذكرته عن أبي عبد الله الحسين بن سفيان البزوفري ، فقد أخبرني به أحمد بن عبدون والحسين بن عبيد الله عنه.
أقول : الحسين بن سفيان ثقة ـ كما مرّ ـ والطريق أيضا معتبر بالحسين.
قال : وما ذكرنا عن أبي طالب الأنباري ، فقد أخبرني أحمد بن عبدون. عنه.
أقول : مرّ الكلام في جهالة الأنباري وابن عبدون.
__________________
(١) الفهرست : ١١٤.
(٢) نقل عن المحقّق الخوانساري رحمهالله في مشارقه عند البحث عن مسّ المحدّث ، القدح في سند رواية مرويّة عن علي : بأنّ للشيخ إليه ثلاثة طرق أحدها ما ذكره في أخر التهذيب ، وفيه : الحسين الغضائري ، ولم ينص الأصحاب على توثيقه ، والآخران ما ذكرهما في فهرسته ، وهذان الطريقان وإن كانا صحيحين إلّا أنّه قال في الفهرست ... وله كتاب المناسك ومسائل لأخيه موسى الكاظم عليهالسلام ، سأله عنها أخبرنا بذلك جماعة. وهذه العبارة ليست ظاهرة في أنّ كلّ ما يرويه الشّيخ عنه إنّما هو بهذين الطريقين ؛ إذ يجوز أن تكون تلك المسائل مسائل خاصّة مجتمعة في كتاب مثلا ، ولم يكن كلّ ما يرويه عنه داخلا فيها مع احتمال رجوع الضمير إلى الكتاب فقط.
أقول : مع اعتبار الغضائري يصبح جميع روايات الشّيخ عنه في تهذيبه معتبرة ، نعم ، يشكل الأمر في ما إذا رواه عنه من غير كتابه ، ومن غير مسائله في غير التهذيب ؛ إذ لا عموم في كلام الشّيخ ، بل المتيقّن من إسم الإشارة في كلامه : (أخبرنا بذلك) رجوعه إلى المسائل وحدها ، لا رجوعه إليها وإلى كتاب المناسك ، وإن كان الأظهر أنّ كلّ ما رواه عنه في التهذيب فهو معتبر بهذا السند.