فيما تقدّم : (كبيرهم) على المعنى المعنوي دون الكبر في السن ، لكنّه خلاف الظاهر. والذي يسهّل الخطب بعد عدم اعتبار كتاب البرقي ، نقل السّيد بحر العلوم عبارة الكتاب هكذا : (عبيد الله بن علي الحلبي عمّ يحيى بن عمران الحلبي) ، بل احتمال تحريف كلمة : (عمّ) بكلمة : (عن) يكفي لسقوط الاستدلال. (١)
وأمّا ما ذكره في الوجه الثالث : من دون أن يكون الكتاب له ، فهو أعرف بزيادته الّتي لا يستفاد من كلام الشّيخ ، على أنّ كلمة (معمول عليه) لعلّها محرّفة : (معوّل عليه) ، كما في نسخة أخرى ، وهي أليق بكلام الشّيخ ، فلاحظ.
وأمّا الوجه الرابع ، ففيه إنّ عبيد الله بن الفضل بن هلال الطائي المصري مجهول ، فلا عبرة بنسخته كبيرة كانت أو صغيرة.
فهذا الباحث لم ينظر إلى جهالة هذا الرّاوي شوقا إلى تضعيف كتاب الحلبي (٢) ، كما أنّه تغافل تعمدا عن تتمّة كلام النجّاشي في الوجه الخامس : والتفاوت فيها قريب ، غفر الله له ولنا.
ثمّ إنّ النجّاشي نقل عن الصّادق عليهالسلام إنّ عبيد الله عرض كتابه عليه ، وأنّه عليهالسلام صحّحه ، وقال عند قرائته أترى لهؤلآء مثل هذا؟
ثمّ إنّ في حجيّة توثيق ، النجّاشي لأبي شعبة ـ وهو من أصحاب الحسن والحسين صلىاللهعليهوآله ـ نظر ؛ لضعف احتمال استناده إلى الحسّ دون الحدس ، ويؤيّده إنّ الشّيخ في رجاله لم يوثّق ـ بلفظ التّوثيق ـ أحدا من أصحاب النّبيّ والأئمّة الأربعة (صلوات الله عليهم).
__________________
(١) رجال بحر العلوم : ١ / ٢١٧.
(٢) رجال النجّاشي : برقم : ٦١٨٥.