حدّثني الحسين بن محمّد أخو الخلّال عن أبي سعيد عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي قال : صالح بن محمّد أبو عليّ الحافظ الملقب بجزرة ما أعلم كان في عصره بالعراق وخراسان في الحفظ مثله ، دخل خراسان وما وراء النهر ، فحدّث بها مدة طويلة من حفظه من غير كتاب أو أصل يصحبه ، وما أعلم أخذ عليه مما حدّث خطأ أو شيء ينقم عليه.
رأيت أبا أحمد بن عدي الحافظ بجرجان يفخم أمره ويعظمه ويفضله بالحفظ على غيره.
أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن عليّ بن حمويه الهمذاني ـ بها ـ أخبرنا أحمد بن عبد الرّحمن الشّيرازيّ قال : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي ـ ببلخ ـ يقول : سمعت أبا حفص محمّد بن حامد بن إدريس البخاريّ يقول : سمعت صالحا جزرة يقول : عبرت جيحونكم وما معي كتاب (٢).
حدّثني محمّد بن عليّ الصوري ـ لفظا ـ حدّثني عبد الغني بن سعيد الحافظ قال : سمعت حمزة بن محمّد ـ هو الكناني ـ يقول : سمعت أبا بكر محمّد بن محمّد الباغندي يقول : كنا في مجلس عثمان بن أبي شيبة ومعنا صالح جزرة ، فقال رجل من أصحاب الحديث لصالح : من روى عن المغيرة بن شعبة حديث المسح على الخفين؟ قال : فقال له صالح : رواه أبو سلمة بن عبد الرّحمن ، وعروة بن المغيرة بن شعبة ، وذكر جماعة قال : فقال له : بقي عليك ، قد روى هذا عن المغيرة خلق كثير نحو الأربعين ، قال : فقال له صالح : يا هذا قد ذكرت لك جمهور الرواة عنه ، وفي ذلك كفاية ـ أو كما قال ـ ولكن من روى عن المغيرة بن شعبة أن امرأتين اقتتلتا فرمت إحداهما الأخرى بعمود ، قال : فبلح الرجل ولم يأت بشيء. فقال له : يا أعمى القلب أليس الساعة.
قرئ على أبي الحسن عثمان بن أبي شيبة ، عن غندر عن شعبة عن منصور عن إبراهيم عن عبيد بن نضيلة عن المغيرة بن شعبة؟ قال الباغندي : ويضرب الدهر ضربه ، وأجتمع أنا وصالح بمصر ، فنحن في الجامع إذ أقبل ذلك الرجل فقعد معنا ، ثم التفت إلى صالح جزرة فقال له : ما أسند أبان بن تغلب؟ قال : فقال له صالح : ومن أبان
__________________
(٢) آخر الجزء الخامس والستين من تجزئة المؤلف. وهو أول المجلد السابع من النسخة الصميصاطية.