حتى يهتم بحديثه ، أو يجمع؟ قال : وأساء عليه الثناء في مذهبه. أنفع من هذا أيش أسند سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة ، ما عند الزّهريّ عنه ، ما عند يحيى بن سعيد عنه ، ما عند عليّ بن يزيد بن جدعان عنه قال : فبلح الرجل ، قال الباغندي : فوقع لسعيد بن المسيّب في ذلك الوقت في قلبي حلاوة ، فما زلت أجمعه ـ أو كما قال حمزة ـ.
أخبرني أبو الوليد الدربندي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ ـ ببخارى ـ حدّثنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن الحسين قال : سمعت أبا سعيد جعفر ابن محمّد بن محمّد الطّستيّ يقول : كنا ببغداد سنة إحدى وتسعين ومائتين عند أبي مسلم الكجي ، وكان معنا عبد الله بن عامر بن أسد ، فقال مستملى أبي مسلم لأبي مسلم : إن هذا الشّيخ ـ يعني عبد الله ـ مستملى صالح؟ فقال أبو مسلم : ومن صالح؟ فقال : صالح الجزريّ فقال أبو مسلم : ويحكم ما أهونه عندكم! لا تقولون سيد الدّنيا ولا سيد المسلمين تقولون صالح الجزريّ؟ قال : وكنا في أخريات الناس فقدّمنا بعد ذلك حتى جلسنا بين يديه فقال لنا : كيف أخي وكبيري؟ وقال لنا : ما تريدون! فقلنا : أحاديث ابن عرعرة ، وحكايات الأصمعي. فأملى علينا عن ظهر قلبه.
ومات ببغداد بعد خروجنا.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّي قال : سمعت أبا محمّد عليّ بن محمّد المروزيّ يقول : سمعت صالحا يقول : كان هشام بن عمّار يأخذ على الحديث ولا يحدث ما لم يأخذ ، فدخلت عليه يوما فقال : يا أبا علي حدثني بحديث لعليّ بن الجعد ، فقلت حدّثنا عليّ بن الجعد ، حدّثنا أبو جعفر الرّازيّ عن الرّبيع بن أنس عن أبي العالية قال : علم مجانا ، فقال : تعرضت بي يا أبا علي. فقلت : ما تعرضت بك بل قصدتك.
قرأت على الحسين بن محمّد بن الحسن المؤدّب عن عبد الرّحمن بن محمّد الأسترآباذي قال : سمعت أبا أحمد عبد الله بن عدي الحافظ يقول : سمعت عصمة ابن بجماك البخاريّ ـ بمصر ـ يقول : سمعت صالحا جزرة يقول : كنت شارطت هشام بن عمّار على أن أقرأ عليه كل ليلة بانتخابي ورقة ، فكنت آخذ الكاغد الفرعوني وأكتب مقرمطا ، فكان إذا جاء الليل أقرأ عليه إلى أن يصلي العتمة ، فإذا صلى العتمة يقعد وأقرأ عليه فيقول : يا صالح ليس هذه ورقة ، هذه شقة.
قال : وسمعت صالحا جزرة يقول : الأحول في المنزل مبارك ، يرى الشيء شيئين. أخبرنا البرقانيّ قال : قال لي أبو حاتم بن أبي الفضل الهرويّ : بلغني أن صالحا ـ يعني