جزرة ـ سمع بعض الشيوخ يقول : إن السين والصاد يتعاقبان ، قال : فسأل بعض تلامذته عن كنية الشّيخ! فقال له أبو صالح ، قال : فقلت للشّيخ : يا أبا صالح أسلحك الله ، هل يجوز أن تقرأ : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) [يوسف ٣] قال : فقال لي بعض تلامذته : أتواجه الشّيخ بهذا؟ فقلت : إنه يكذب ، إنما تتعاقب السين والصاد في بعض المواضع ، وهذا يذكره على الإطلاق.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم قال : سمعت أبا أحمد بكر بن محمّد الصّيرفيّ ـ بمرو ـ يقول : سمعت صالحا جزرة يقول : كان عبد الله بن عمر بن أبان يمتحن كل من يجيئه من أصحاب الحديث فإنه كان غاليا في التشيع ، فدخلت عليه فقال من حفر بئر زمزم؟ قلت : معاوية بن أبي سفيان. قال : فمن نقل ترابها؟ قلت : عمرو بن العاص ، فصاح وزبرني ودخل منزله. وقال ابن نعيم : سمعت أبا النّضر الفقيه يقول : كنا نقرأ على صالح جزرة وهو عليل فتحرك فبدت عورته ، فأشار إليه بعض أهل المجلس بأن يجمع عليه ثيابه فقال : رأيته ، لا ترمد عينيك أبدا.
أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا الوليد حسّان بن محمّد الفقيه يقول : سمعت الوزير أبا الفضل البلعمي يقول لمحمّد بن خزيمة : إنه سمع كتاب المزني من صالح جزرة. قال : فصاح محمّد ابن إسحاق وقال : صالح لم يسمع هذا الكتاب من المزني قط ، فكيف قرأ عليكم ، هو ركن من أركان الحديث لا يتهم بالكذب ، فخجل أبو الفضل البلعمي من مقالته تلك وكتب إلى بخاري في ذلك ، قال : فكتبوا إليه أنهم سألوا صالحا عندك مختصر المزني. فقال : نعم فاستأذنوه في قراءته فأذن لهم ، فقرءوه عليه فلما فرغوا من قراءته قالوا كما قرأنا عليك قال : نعم؟ فسأله بعضهم حدّثكم المزني ، قال : ولا حرفا ، كنت أنا بمصر أتفرغ إلى سماع هذا؟ إنما كان المزني يجالسنا ونجالسه ، وسألتموني عندك الكتاب قلت : نعم ، وكان عندي منه نسخة فاستأذنتموني في قراءة الكتاب فأذنت لكم ، ولم تطالبوني بسماعي منه إلى الآن.
وقال أبو عبد الله : سمعت أبا علي خلف بن محمّد البخاريّ يقول : حضرت قراءة كتاب المزني على أبي علي صالح وجوابه إياهم عند الفراغ. فقال لهم : كنت بمصر وبها جماعة يحدثون عن الليث ، وابن لهيعة ، والمزني ، ممن يختلف معنا إليهم ، كنت أتفرغ له حتى يحدثني بالإرسال عن الشّافعيّ من كلامه؟