فأمر له بثلاثمائة دينار ، لكل بيت مائة دينار.
حدّثنا سلامة بن الحسين المقرئ ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل ، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد ، حدّثني هارون بن ميمون الخزاعيّ ، حدّثنا محمّد بن أبي شيخ ـ من أهل الرقة ـ حدّثني أحمد بن يزيد بن أسيد السلمي. قال : كنت مع طاهر بن الحسين بالرقة ـ وأنا أحد قواده ، وكانت لي به خاصية أجلس عن يمينه ، فخرج علينا يوما راكبا ومشينا بين يديه ، وهو يتمثل :
عليكم بداري فاهدموها فإنها |
|
تراث كريم لا يخاف العواقبا |
إذا هم ألقى بين عينيه عزمه |
|
وأعرض عن ذكر العواقب جانبا |
سأدحض عني العار بالسيف جالبا |
|
على قضاء الله ما كان جالبا |
فدار حول الرفقة ثم رجع ، فجلس مجلسه ، فنظر في قصص ورقاع ، فوقع فيها صلات أحصيت ألف ألف وسبعمائة ألف. فلما فرغ نظر إلىّ مستطعما للكلام. فقلت : أصلح الله الأمير ما رأيت أنبل من هذا المجلس ، ولا أحسن ، ودعوت له ، ثم قلت : لكنه سرف. فقال : السرف من الشرف ، فأردت الآية التي فيها : (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا) [الفرقان ٦٧] فجئت بالأخرى التي فيها إن الله (لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف ٣١ ، الأنعام ١٤١] فقال : صدق الله ، وما قلنا كما قلنا.
أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أبو القاسم علان الرّزّاز ، حدّثني أبو الحسن الجاماسبي قال : قال لي رجل بخراسان : قال صديق لي : رأيت رجلا بمرو في يوم جمعة بحال سيئة ، ثم رأيته في الجمعة الأخرى على برذون. فقلت له : ما الخبر؟ فقال : أنا على باب طاهر بن الحسين منذ ثلاث سنين ألتمس الوصول إليه فيتعذر ذلك ، حتى قال لي بعض أصحابه يوما : إن الأمير يركب اليوم في الميدان للعب بالصوالجة ، فقلت : اليوم أصل إليه ، فصرت إلى الميدان فرأيت الوصول متعذرا ، وإذا فرجة من بستان فالتمست الوصول منها إلى الميدان ، فلما سمعت الحركة وضرب الصوالجة ألقيت نفسي من الثلمة فنظر إلىّ فقال : من أنت؟ فقلت : أنا بالله وبك أيها الأمير إياك قصدت ، ومنك أطلب وقد قلت بيتي شعر. فقال : هاتهما ، وأقبل ميكال إلىّ فزجره عني فأنشدته :
أصبحت بين خصاصة وتجمل |
|
والحر بينهما يموت هزيلا |
فامدد إلىّ يدا تعوّد بطنها |
|
بذل النوال وظهرها التقبيلا |