زوار وغيرهم ، وإنك تحتاج إلى برهم ، وليس مقدار ما صار إليك. يفي بمئونتك ، وقد وجهت إليك بمائة ألف دينار لتصرفها في الوجوه التي ذكرتها.
حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان قال : حدّثني عبد الله بن بشر ، حدّثني الحسين بن عليّ بن طاهر قال : بعث عبد الله بن طاهر إلى عبد الله بن السمط بن مروان بن أبي حفصة ـ وهو بالجزيرة ، وعبد الله ببغداد ـ بكسوة وعشرين ألف درهم. فقال عبد الله بن السمط :
لعمري لنعم الغيث غيث أصابنا |
|
ببغداد من أرض الجزيرة وابله |
ونعم الفتى ـ والبيد دون مزاره |
|
بعشرين ألفا صبحتنا رسائله |
فكنا فكناكحي صبح الغيث أهله |
|
ولم ينتجع إطعامه وحمائله |
أتى جود عبد الله حتى كفت به |
|
رواحلنا سير الفلاة رواحله |
حدّثني الأزهري قال : وجدت في كتابي عن أبي نصر محمّد بن أحمد بن موسى الملاحمي النّيسابوري ـ شيخ قدم علينا ـ قال : سمعت عمرو بن إسحاق السّكني يقول : سمعت سهل بن مرة يقول : لما رجع أبو العبّاس عبد الله بن طاهر من الشام ، ارتفع فوق سطح قصره ، فنظر إلى دخان مرتفع في جواره. فقال لعمرويه : ما هذا الدخان؟ فقال : أظن القوم يخبزون ، فقال : ويحتاج جيراننا أن يتكلفوا ذلك؟! ثم دعا حاجبه فقال : امض ومعك كاتب ، فأحص جيراننا ممن لا يقطعهم عنا شارع قال فمضى فأحصاهم فبلغ عدد صغيرهم وكبيرهم أربعة آلاف نفس ، فأمر لكل واحد منهم في كلّ يوم بمنوين خبزا ، ومن اللحم ، ومن التوابل في كل شهر عشرة دراهم ، والكسوة في الشتاء مائة وخمسين درهما ، وفي الصيف مائة درهم ، وكان ذلك دأبه مدة مقامه ببغداد ، فلما خرج انقطعت الوظائف إلا الكسوة ما عاش أبو العبّاس.
أخبرنا أحمد بن عمر الغضاري ، أخبرنا جعفر الخلدي ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق قال : حدّثني عبد الله بن الرّبيع قال : حدّثني محلم بن أبي محلم الشّاعر عن أبيه قال : شخصت مع عبد الله بن طاهر إلى خراسان في الوقت الذي شخص ، وكنت أعادله وأسامره ، فلما صرنا إلى الري مررنا بها سحرا ، فسمعنا أصوات الأطيار من القمارى وغيرها ، فقال لي عبد الله : لله در أبي كبير الهذلي حيث يقول :
ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر |
|
وغصنك مياد ففيم تنوح |