الحضرمي بن عليّ الأزديّ قال : سمعت أحمد بن أبي داود يقول : خرج دعبل بن علي إلى خراسان فنادم عبد الله بن طاهر فأعجب به ، فكان في كل يوم ينادمه فيه يأمر له بعشرة آلاف درهم ، وكان ينادمه في الشهر خمسة عشر يوما ، وكان ابن طاهر يصله في كل شهر بمائة وخمسين ألف درهم ، فلما كثرت صلاته له توارى عنه دعبل يوم منادمته في بعض الخانات ، فطلبه فلم يقدر عليه فشق ذلك عليه ، فلما كان من الغد كتب :
هجرتك لم أهجرك من كفر نعمة |
|
وهل يرتجى نيل الزيادة بالكفر |
ولكنني لما أتيتك زائرا |
|
فأفرطت في بري عجزت عن الشكر |
فملآن لا آتيك إلا معذرا |
|
أزورك في الشهرين يوما وفي الشهر |
فإن زدت في بري تزيدت جفوة |
|
ولم تلقني حتى القيامة والحشر |
وقد حدّثني أمير المؤمنين المأمون عن أمير المؤمنين الرشيد عن المهديّ عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير» (٢) فوصله بثلاثمائة ألف درهم وانصرف.
أخبرني الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن عمران الجوري ـ في كتابه ـ أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر ، حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّي ، حدّثني أبو حسّان الزّيادي قال : سنة ثلاثين ومائتين فيها مات عبد الله بن طاهر ، ويكنى أبا العبّاس بمرو ، في شهر ربيع الأول لإحدى عشرة ليلة خلت منه ، وكان مرضه يوم الاثنين لثمان خلون فمرض ثلاثة أيام من وجع أصابه في حلقه ، وتوفي وهو والي خراسان ، وجرجان ، والري ، وطبرستان. ذكر غير أبي حسّان أنه توفي بنيسابور.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران ، أخبرنا محمّد بن يحيى النديم ، حدّثنا محمّد بن موسى بن حمّاد عن الحسن بن وهب قال : توفي عبد الله بن طاهر بنيسابور ليلة الجمعة لأيام خلت من شهر ربيع الأول سنة ثلاثين ومائتين.
أخبرنا الأزهري ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المعدّل ،
__________________
(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ١٩٥٤. ومسند أحمد ٣ / ٧٤. والشكر لابن أبي الدنيا ٣٣. وقضاء الحوائج له ٧٠ ، ٧١ ، ٧٢ ، ٧٦ ، ٧٧.