(فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ) أي ففي اليوم الآخر يوم القيامة ، يضحك المؤمنون ويهزؤون من الكفار حين يرونهم أذلّاء مغلوبين ، قد نزل بهم ما نزل من العذاب ، كما ضحك الكفار منهم في الدنيا ، معاملة بالمثل ، وتبيانا أن الكفار الجاحدين هم في الواقع سفهاء العقول والأحلام ، خسروا الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين. وكلمة (فَالْيَوْمَ) دليل على أن التكلم واقع في يوم القيامة.
(عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ) أي ينظر المؤمنون إلى أعداء الله ، وهم يعذبون في النار ، والمؤمنون متنعمون على الأرائك. وهذا دائم خالد لا يعادل بشيء من المؤقت الفاني.
(هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) أي هل أثيب وجوزي الكفار على ما كانوا يقابلون به المؤمنين من الاستهزاء والطعن والتنقيص ، أم لا؟ نعم ، قد جوزي الكفار أتم الجزاء بما كان يقع منهم في الدنيا من الضحك من المؤمنين والاستهزاء بهم. والثواب : من ثاب يثوب : إذا رجع ، فالثواب : ما يرجع على العبد في مقابلة عمله ، ويستعمل في الخير والشر. والاستفهام بمعنى التقرير للمؤمنين ، أي هل جوزوا بها؟.
فقه الحياة أو الأحكام :
استدل العلماء بالآيات على ما يأتي :
١ ـ الكفار دائما في عداوة وحقد وتغاير مع المؤمنين ، فلا يلتقي الإيمان مع الكفر ، ولا الدين الصحيح مع الضلال ، ولا الأخلاق العالية مع الأخلاق المرذولة. فقد كان يصدر من المشركين ألوان متعددة من أذى المؤمنين ، منها ما ذكرته هذه الآيات : وهو الاستهزاء والسخرية من المؤمنين ، وتعييبهم والطعن بهم وتعييرهم بالإسلام ، والتفكه بذكر المسلمين بالسوء أمام أهاليهم ،