الوسائل الذي هو كالبحر الذي ليس له ساحل (١).
ووصفه القمّي في الفوائد الرضوية : عالم ، فاضل ، محقّق مدقّق ، متبحِّر جامع ، كامل صالح ، ورع ثقة ، فقيه نبيه ، محدِّث حافظ ، شاعر أديب أريب (٢).
أحواله :
قال المحبّي : قدم مكّة في سنة سبع أو ثمان وثمانين وألف ، وفي الثانية منهما قتلت الأتراك بمكّة جماعة من العجم لمّا اتّهموهم بتلويث البيت الشريف حين وجد ملوّثاً بالعذرة وكان الحرّ العاملي قد أنذرهم قبل الواقعة بيومين وأمرهم بلزوم بيوتهم لمعرفته على ما زعموا بالرمل فلمّا حصلت المقتلة فيهم خاف على نفسه ، فالتجأ إلى السيِّد موسى بن سليمان أحد أشراف مكّة الحسنيّين ، وسأله أن يخرجه من مكّة إلى نواحي اليمن ، فأخرجه مع أحد رجاله إليها. ورأيت بخطّ بعض الفضلاء أنّ الحرّ العاملي رجع بعد القصّة وأنشد شعراً :
فضل الفتى بالجود والإحسان |
|
والجود خير الوصف للإنسان (٣) |
وسيأتي في فصل أشعاره.
وفي روضات الجنّات : ومن جملة ما حكي عن قوّة النفس التي كان يتّصف بها أنّه ذهب ـ في مدّة إقامته باصفهان ـ إلى مجلس الشاه سليمان الصفوي ، فدخل بدون استئذان ، وجلس على ناحية من المسند الذي كان الشاه جالساً عليه ، فسأل عنه الشاه فأخبر أنّه عالم جليل من علماء العرب يدعى محمّد بن الحسن الحرّ
__________________
١ ـ خاتمة المستدرك ٣ : ٣٩٠ حجري.
٢ ـ الفوائد الرضوية : ٤٧٣.
٣ ـ خلاصة الأثر ٣ : ٤٣٢ ـ ٤٣٣.