إيمانها ؛ لانتقال النفوس من الدنيا التي هي دار التكليف إلى البرزخ أو القيامة ، ويكون المشار إليه باُولئك هم الذين لم يؤمنوا ولم يكسبوا في إيمانهم خيراً ، وذلك غير بعيد لقرب (١) المشار إليهم (٢) في الذكر ، ويكون قيام القيامة عليهم إشارة إلى أنّها عليهم لا لهم ، بخلاف غيرهم (٣) فإنّها لهم أو عليهم ولهم (٤) ، ونحوه ( لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) (٥) والحاصل أنّه لا يلزم حمله على بقاء المحجوج بعد فناء الحجّة.
وثانيها : أن يكون إشارة إلى قوم لا يموتون عند موت صاحب الزمان ، بل يصيرون في حكم الأموات وبمنزلة المعدومين لارتفاع التكليف عنهم لفقدهم العقل أو غير ذلك ، كاقتضاء الحكمة الإلهية إنقضاء مدّة التكليف وقيام الساعة ، ولعلّ هؤلاء الجماعة المشار إليهم بقوله تعالى ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّماوَاتِ وَمَن فِي الأرْضِ إِلاَّ مَن شَاءَ الله ) (٦).
وحينئذ تخصيص الأحاديث المعارضة المشار إليها بزمان التكليف ، أو يحمل (٧) الحجّة فيها على ما هو أعمّ من الإمام والعقل (٨) ، لما (٩) رواه الكليني وغيره عنهم عليهمالسلام : « إنّ لله على الناس حجّتين : ظاهرة وباطنة ، فالظاهرة : الأنبياء
__________________
١ ـ في « ش » : لقول.
٢ ـ في « ح » : إليه.
٣ ـ في « ك » : غيرها.
٤ ـ في المطبوع و « ط » : أو لهم.
٥ ـ سورة البقرة ٢ : ٢٨٦.
٦ ـ سورة الزمر ٣٩ : ٦٨.
٧ ـ في « ح » : أو يحتمل.
٨ ـ في « ح » : وهو العقل.
٩ ـ في المطبوع و « ط » : ممّا.