وسادسها : أن يكون المراد بموت المهدي عليهالسلام الذي لا تتأخّر القيامة عنه إلا أربعين يوماً ، الموت الثاني بعد رجعته عليهالسلام ، وقد ذكر ذلك بعض المحقّقين من المعاصرين ، وأورد أحاديث متعدّدة دالّة على رجعته عليهالسلام ، وذكر أنّه نقلها من كتب المتقدّمين والله أعلم.
وأمّا أحاديث الاثني عشر بعد الاثني عشر (١) ، فلا يخفى أنّها غير موجبة للقطع واليقين لندورها وقلّتها ، وكثرة معارضتها (٢) كما أشرنا إلى بعضه ، وقد تواترت الأحاديث بأنّ الأئمّة اثني عشر ، وأنّ دولتهم ممتدّة (٣) إلى يوم القيامة ، وأنّ الثاني عشر خاتم الأوصياء والأئمّة والخلفاء (٤) ، وأنّ الأئمّة من ولد الحسين إلى يوم القيامة ، ونحو ذلك من العبارات ، فلو كان يجب الإقرار علينا (٥) بإمامة اثني عشر بعدهم ، لوصل إلينا نصوص متواترة تقاوم تلك النصوص ، لينظر في الجمع بينهما.
وقد نقل عن السيِّد المرتضى أنّه جوّز ذلك على وجه الإمكان والاحتمال ، وقال : لا يقطع (٦) بزوال التكليف عند موت المهدي عليهالسلام ، بل يجوز أن يبقى بعده أئمّة يقومون بحفظ الدين ومصالح أهله ، ولا يخرجنا ذلك عن التسمية بالاثني عشرية ؛ لأنّا كلّفنا أن نعلم إمامتهم ، وقد بيّنّا ذلك بياناً شافياً ، فانفردنا بذلك عن غيرنا (٧) « انتهى ».
__________________
١ ـ ( بعد الاثني عشر ) لم يرد في المطبوع و « ط ».
٢ ـ في « ح ، ش ، ك » : معارضاتها.
٣ ـ في المطبوع و « ط » : ممدودة ، وما في المتن من « ش ، ح ، ك ».
٤ ـ في المطبوع و « ط » : والخلف ، وما في المتن من « ح ، ش ، ك ».
٥ ـ في المطبوع و « ط » : علينا الإقرار ، وما في المتن من « ح ، ش ، ك ».
٦ ـ في « ح ، ش ، ك » : لا نقطع.
٧ ـ رسائل السيِّد المرتضى ٣ : ١٤٦.