وأحال الباقي عليه ، وهذا يدلّ على الإجماع من جميع الشيعة.
وممّا يدلّ على ثبوت الإجماع إتّفاقهم على رواية أحاديث الرجعة حتّى أنّه لا يكاد يخلو منها كتاب من كتب الشيعة ، ولا تراهم يضعّفون حديثاً واحداً منها ، ولا يتعرّضون لتأويل شيء منها ، فعلم أنّهم يعتقدون مضمونها (١) ؛ لأنّهم يضعّفون كلّ حديث يخالف اعتقادهم ، أو يصرّحون بتأويله وصرفه عن ظاهره ، وهذا معلوم بالتتبّع لكتبهم.
وقد استدلّ الشيخ في « التبيان » (٢) على ما نقل عنه على صحّة اعتقاد الرجعة (٣).
وقد ألّف بعض المتأخِّرين ـ وهو الحسن بن سليمان بن خالد القمّي ـ رسالة في ذلك ، وقال فيها ما هذا لفظه : الرجعة ممّا أجمع عليه علماؤنا بل جميع الإماميّة ، وقد نقل الإجماع منهم على هذه المسألة الشيخ المفيد (٤) والسيِّد المرتضى (٥) وغيرهما (٦) « انتهى ».
وقال صاحب كتاب « الصراط المستقيم » كلاماً طويلاً في الرجعة ظاهره نقل الإجماع أيضاً ، ويأتي في محلّه إن شاء الله ، وعادته أن يبالغ في ذكر الخلاف ، ولم ينقل هنا خلافاً أصلاً.
ويأتي ما يؤيّد ثبوت الإجماع هنا أيضاً (٧) إن شاء الله تعالى.
__________________
١ ـ في « ط » : مضمون ذلك.
٢ ـ تفسير التبيان ١ : ٢٥٤ ـ ٢٥٥.
٣ ـ من قوله : ( وقد استدلّ ) ، إلى هنا لم يرد في « ك ».
٤ ـ أوائل المقالات : ٤٦ / ١٠ ( ضمن مصنّفات المفيد ج ٤ ).
٥ ـ رسائل الشريف المرتضى ١ : ١٢٥.
٦ ـ المحتضر : ١٢ ، باختلاف يسير.
٧ ـ ( أيضاً ) لم ترد في « ح ».