جبل آخور المعروف هناك بجبل بيوقلي ممتدة إلى الوادي الذي في جنوبه.
ولها للمقبل عليها من ناحية عزاز منظر بهيج فيراها مدينة منبسطة في الجبل والسهل قد حفتها من جهاتها الأربع البساتين والزيتون والكروم وارتفعت مناراتها في العلاء وقامت مبانيها بين الأشجار الباسقة والحياض المتدفقة. وأهل كلز متعصبون بالدين وفيهم أولو أدب وظرف وأخلاق كريمة وجود وسخاء. وفي سنة ٩٥٠ بنى فيها علي آغا متسلم البلدية تكية للطريقة المولوية. ثم في سنة ٩٦١ عمر فيها علي باشا جانبولاد بك جامعه الشهير الشبيه بجامع العدلية في حلب.
هذا القضاء مشهور في جهاتنا بكثرة الزيت وجودته وكثير من الناس من يفضله على زيت جزيرة كريد. ويخرج منه مقادير عظيمة من الرز. ويطبخ في كلز الصابون الجيد ويباع في البلاد الشمالية ويعمل فيها الجلد المعروف باسم كوسله وتنسج فيها الأقمشة القطنية والصوفية. ويجلب من العزية التي كانت إحدى نواحيها إلى حلب وغيرها من الفحم الجيد ما يكلّ عنه قلم الواصف.
وقبل وجود إدارة انحصار الدخان المعروفة باسم (ريجي) كان يخرج من ناحية الجوم تبغ هو على غاية ما يكون من اللذة والجودة. وفي مدينة كلّز (٢٧) جامعا و (١٢) مسجدا و (٤) مدارس و (٤) زوايا و (٣) كنائس و (٥) حمامات و (٧٤٠) دكانا و (٣) أسواق لبيع البزّ. منها سوق كبير من آثار جانبولاد بك و (١٠) حياض و (٧) خانات للتجار ونزول القوافل و (١١) فرنا و (١٢٠) منوالا و (١٥) بيت قهوة و (٣) حانات و (٥٥) معصرة للزيت وصيدلية ومستودع لإعتاد الجند ، ونحو ألفي بستان للزيتون والكروم ونحو مئة بستان للثمار المتنوعة. وهي رخيصة أسعار المأكولات كثيرة الخيرات صحيحة التربة جيدة الهواء غزيرة المياه تنصب إليها من عيون في جبل آخور المتقدم ذكره. غير أنها شديدة البرد صعبة الشتاء يكثر فيها الثلج وكان يحمل منه إلى حلب قبل وجود معامل الجليد فيها قناطير مقنطرة في فصل الصيف. وفي سنة ١٣٢٨ عمرت فيها الحكومة في شرقيها بين البساتين مكتبا ابتدائيا إعداديا جميلا له بستان عظيم فيه حوض يفيض ماؤه ليلا ونهارا.
أهل كلّز يتكلمون بالتركية. وفيهم العربي والكردي والأرمني. وكنائس الملل المسيحية فيها مغلقة الآن إذ لا يوجد في المدينة أحد من المسيحيين سوى قليل من الأغراب.