وقال جرير الخطفى :
ينعى النعاة (١) أمير المؤمنين لنا |
|
يا خير من حجّ بيت الله واعتمرا |
حمّلت أمرا عظيما فاصطبرت له |
|
وسرت فينا بحكم الله يا عمرا |
فالشمس طالعة ليست بكاسفة |
|
تبكي عليك نجوم الليل والقمرا |
وقال الشريف الرضي (٢) :
دير سمعان لا عدتك الغوادي |
|
خير ميت من آل مروان ميتك |
يا بن عبد العزيز لو بكت العين م |
|
فتى من أمية لبكيتك |
أنت طهّرتنا من السبّ والشتم م |
|
فلو أمكن الجزاء جزيتك |
ولعمري لقد زكوت وقد طبت م |
|
وإن لم يطب ولم يزك بيتك |
هكذا ساقها ابن الوردي وقد رأيت لها زيادة وهي :
ولو أني رأيت قبرك لاستحييت م |
|
من أن أرى وما حيّيتك |
دير سمعان فيك مأوى ابن حفص |
|
فبودّي لو أنني قد أويتك (٣) |
أنت بالذكر بين عيني وقلبي |
|
إن تدانيت منك أو إن نأيتك (٤) |
وعجيب أني قليت بني مروان م |
|
طرا وأنني ما قليتك |
قد نما العدل منك لما نأى الجور م |
|
بهم فاجتويتهم واجتبيتك |
فلو انّي (٥) ملكت دفعا لما نابك م |
|
من طارق الردى لافتديتك |
ورثى الرضي هذا أبا إسحاق الصابي بقصيدة طنانة أولها :
أعلمت من حملوا على الأعواد |
|
أرأيت كيف خبا ضياء الوادي |
فقال ابن الوردي يعترض عليه ويندد به :
__________________
(١) في الأصل : «النعات» خطأ. والشعر في ديوان جرير ٣٠٤ «الصاوي».
(٢) ديوانه ١ / ١٦٩ «ط. الأعلمي».
(٣) زدنا «قد» ليستقيم الوزن. وأوى المكان (متعد بنفسه هنا) : التجأ إليه.
(٤) في الأصل : «ثائتيك» خطأ.
(٥) في الأصل : «أنني» خطأ.