وله أيضا :
لك الله إن شارفت أعلام جوشن |
|
ولاحت لك الشهبا وتلك المعالم |
فبلّغ سلامي من محبّ متيم |
|
ينوح اشتياقا حين تشدو الحمائم |
ولبعضهم من قصيدة :
حيّا الحيا تربة شهباء من حلب |
|
بما تدرّ به الأنواء من حلب |
وصاب أرجاءها صوب العهاد ولا |
|
زال السحاب عليها خدّ منسحب |
ومنها :
من لي بها ورداء الوصل يجمعنا |
|
ونحن نرفل في موشّيها القشب |
آها على طيب أيام لنا سلفت |
|
لو كان ينفع تأويه لمكتثب |
ما إن تذكرت أوقات السرور بها |
|
إلّا ورحت حليف الهم والكرب |
ومات طرفي بماء الدمع في غرق |
|
ومهجتي بزناد الشوق في لهب |
لأن بكيت على داري ونحت بها |
|
فلست أول محزون ومنتحب |
ولشرف الدين بن سليمان الحلبي مجاوبا لأخيه بدر الدين :
أيا ساكني الشهباء جادت ربوعكم |
|
دموعي إذا ما الغيث ضنّ غمامه (١) |
لئن (٢) لاح برق في حمى الحيّ موهنا |
|
فمن نار وجدي يستمدّ ضرامه |
وإن هب معتلّ النسيم على الرّبى |
|
فمن سقم جسمي يستعير سقامه |
أتاني كتاب منكم ففضضته (٣) |
|
كما شقّ عن ثوب الرياض كمامه |
وقبّلته حتى محوت سطوره |
|
ولذّ لقلبي في البعاد التثامه |
فمنّي عليكم طيّب النشر عاطر |
|
يفضّ لديكم كلّ وقت ختامه |
__________________
(١) في الأبيات إصراف ، وهو من عيوب القافية ، حيث جاء روي بعضها مضموما ، وبعضها الآخر مفتوحا.
(٢) في الأصل : «لأن» خطأ.
(٣) في الأصل : «ففضته» وهو غير مستقيم وزنا ولا معنى.