على سلامة عقيدته وقوته فى دينه ، واستقامة سبيله.
وقد نقل قليلا من مسائل كتابه عن أبى مسلم محمد بن على بن الحسين بن مهرايزد النحوى الأصبهانى الأديب الذى ألف تفسيرا فى عشرين مجلدا ، والذى نقله بدوره عن الخطيب الإسكافى وكان له تفسير فى مجلد يبحث فى نفس الموضوع ، ولكن الكرمانى لم يقف عليه إلّا من خلال أبى مسلم. وتفسير أبى مسلم مع تفسير الكرمانى الذى سماه «لباب التفسير وعجائب التأويل» (المخطوط فى شستربتى تحت رقم (٤١٤٧) وطبع تحت عنوان : «العجائب والغرائب» فى عشر مجلدات) (١) كما نقل رأيا واحدا لنحوى آخر فى التفسير هو قاسم بن حبيب ، ومعلوماتنا عنه قليلة جدّا ، إذا لم يترجم له إلا فى أنباء الرواة فى سطر واحد ، ونقل رأيا أخر لعلى بن عيسى الرمانى النحوى المعروف ، وهذا كل ما ذكره عن العلماء الذين استفاد منهم فى كتابه هذا ... ورغم أن مسائله عن غيره لا تعدو بضع مسائل فقد عقب عليها برأيه الشخصى ولم يكتف بها ، ولم يقف على كتاب أبى جعفر بن الزبير فى الموضوع ، والذى توجد منه نسخة خطية بمعهد إحياء المخطوطات العربية بجامعة الدول العربية بالقاهرة.
(وإحقاقا للحق فإن هذا الرجل محمود بن حمزة الكرمانى عالم جليل بالقراءات ، ولكنه نقل فى التفسير آراء مستنكرة ، فى معرض التحذير منها كان الأولى إهمالها ، وذلك فى كتابه «لباب التفسير» وهو الكتاب المعروف ب «العجائب والغرائب» قال السيوطى عن هذه الآراء : «لا يحل الاعتماد عليها ولا ذكرها إلّا للتحذير منها» (٢) من ذلك أنه نقل قول
__________________
(١) حيث إن المحقق ذكر أن الكتاب مفقود ولم يجده ولكن إحقاقا للعلم أثبتنا أنه منشور (المراجع).
(٢) الإتقان فى علوم القرآن ، السيوطى ٢ / ٢٢١.